«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
جاء العام الدراسي بعد إجازة طويلة جدًا. استمتع بها المعلمون والمعلمات وطلاب المدارس والجامعات والكليات والمعاهد. وخلال شهور الإجازة الممتازة استمتع هؤلاء بأيامها. البعض أتيحت له الفرصة فسافر ضمن مجموعات لدراسة اللغة الإنجليزية في إحدى الدول الغربية بالطبع على حساب والده.. وهناك من سافر للاستماع بالسياحة في هذا البلد أم ذاك. والكثيرون قضوها في ربوع المملكة أو حتى داخل مدينته أو قريته. لظروفه التي لا تتيح له السفر..؟! والأجمل أن هناك من عمل في الإجازة في أعمال يجيدها ويحبها. بعضهم تطوعًا في مناشط عامة واجتماعية أو خلال مهرجانات الصيف التي شهدتها بعض مناطقنا ومحافظاتنا. لكن وهنا مربط الفرس هناك من أضاع أيام إجازته في التردد على الاستراحات الخاصة بأصحابه ومعارفه.. أو متابعة ومشاهدة برامج القنوات الفضائية المتعددة. فتعود بالتالي على السهر وهدر وقته وحتى صحته. وبما أننا بتنا جميعًا أسرى عصر التقنية والثقافة الكونية التي اقتحمت على الجميع خصوصياتهم. وباتوا يشاهدون من خلال (الهواتف الذكية) ما لم يكن يتوقع الواحد منا مشاهدته أو حتى تصوره. فلا شك أن ما يعرض خلال هذه الهواتف من أفلام جريئة تداعب مشاعر وأحاسيس الشباب أو لنقل طلاب العلم وعلى الأخص صغار السن فتجعلهم يواصلون المشاهدة والتصفح. والشيء الذي لا يعرفه البعض أن ضغطة على (فيديو) ما. يجعلك تشاهد بعده أشياء صعب حتى الإشارة إليها. من هنا نجد أن مئات، بل الآلاف في بلادنا وغير بلادنا باتوا جميعًا على قدر كبير من الاطلاع على ما كان مستورًا في الماضي.
وقبل ساعة من كتابتي لهذه (الإطلالة) اتصل بي أحد الأحبة من المعارف شاكرًا أولا هذه الصحيفة «الجزيرة» على نشرها لإطلالة «الخروج من عنق الزجاجة» كونه يعيش نفس المعاناة يوميًا بحكم قيامه بعملية توصيل أولاده وبناته لمدارسهم.. الأمر الذي يجعله طوال الساعة التي يقوم خلالها بهذه المهمة المتعبة يعيش قلقًا وتوترًا لا يحسد عليه. وأضاف أبو عبدالوهاب أن المشكلة التي واجهها خلال اليومين الماضيين منذ بدأ العام الدراسي أن أحد أبنائه الذي يدرس في المرحلة الثانوية. أتعبه ووالدته في عدم جلوسه من نومه رغم محاولاتهما. مما جعله يتأخر عن مدرسته وبالتالي لم يحضر للطابور الصباحي مع زملائه، الأمر الذي كادت المدرسة تمنعه من دخولها لولا أنه وعد المسؤولين فيها بعدم تكرار ذلك. والحقيقة ما ذكره الأخ أبو عبدالوهاب يعاني منه المئات من أولياء الأمور وحتى إدارات المدارس إلا وهي ظاهرة تكرار تأخر بعض طلابها عن حضور الطابور الصباحي. وجميعنا يعلم أهمية الطابور المدرسي الصباحي في العملية التعليمية كونه يعود الطالب مبكرًا على النظام والالتزام بالموعد.
وبتأخر الطالب عن الاستيقاظ من نومه بسبب سهره وحتى غفلة أهله عنه بعدم حثه على النوم المبكر. ومن هنا نجد أن هذه الظاهرة باتت في السنوات الأخيرة ومع انتشار التقنية كما أشرنا سابقًا يعود بالتأثير السلبي على الطالب الذي تعود على ذلك.. ولا شك بعد هذا أن بعض أصدقاء السوء وغير المبالين والمهملين تجدهم يواصلون السهر والاتصال بأصحابهم في أوقات متأخرة باعثين لهم فيديو مثير..؟! أو خبر تافه. وفي تصورنا أن المدرسة وإدارتها مسؤولة أيضًا عن هذه الظاهرة بعدم تشجيع طلابها على الاهتمام بالطابور الصباحي لعدم إيجاد فقرات جاذبة وشيقة كل صباح. فلو كلف كل فصل في المدرسة أسبوعيًا بالقيام بتنفيذ برنامج الطابور الصباحي من فقرات ثقافية طريفة وخفيفة. وتمنح إدارة المدرسة جوائز رمزية يتم توفيرها من خلال مبيعات المقصف المدرسي.. أو يكون الطابور تحت رعاية إحدى الشركات أو المؤسسات كم هو جميل أن نساعد طلابنا على تجاوز هذه الظاهرة بالاهتمام والمتابعة والمراقبة من خلال تعاون البيت (أولياء الأمور) وإدارة المدرسة. ولم أذكر هنا طالباتنا كون هذه الظاهرة في التأخر عن المدرسة بين الطلاب أكثر انتشارًا أما الطالبات فهم أكثر التزامًا اللهم إلا في حالة ظروف طارئة تتعلق بالمواصلات أو عطل السيارة.