محمد عبد الرزاق القشعمي
وقد تولى ملف فكرة إنشاء أول جامعة في المملكة فاستضافت الوزارة مديري جامعات القاهرة وبغداد ودمشق والجامعة الأمريكية في بيروت، وعند اكتمال الدراسات أعلن إنشاء جامعة الملك سعود بالرياض ودعي لإدارتها أستاذه بكلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور عبدالوهاب عزام عام 1377هـ/ 1957م والذي توفي بعد عام فكلف ناصر المنقور بإدارة الجامعة إلى جانب عمله كمدير عام لوزارة المعارف، وفي عام 1380هـ/ 1960م صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، وفي ا لعام التالي كلف بالعمل كوزير لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى جانب عمله كأمين عام لمجلس الوزراء.
ومن عام 1383هـ/ 1964م عاد إلى وزارة الخارجية ليعمل سفيراً للمملكة في عدد من الدول ولمدة ثلاثين عاماً بدءاً من اليابان ومعتمداً لدى كوريا الجنوبية والصين الوطنية، ثم سفيراً في السويد ومعتمداً لدى الدنمارك والنرويج، ثم في أسبانيا لمدة 8 سنوات، وأخيراً سفيراً في بريطانيا ومعتمداً لدى جمهورية إيرلندا ولمدة 12 سنة، تولى خلال فترة عمله منصب عميد السلك الدبلوماسي العربي ثم عميد السلك الدبلوماسي كله، وكان يرفض التعامل مع سفير إسرائيل فيحيله إلى نائب العميد، وكان الاتصال بسفير إسرائيل يمر عبر سفير آخر غير عربي.
خلال عمله سفيراً في إسبانيا زار قرطبة (الجامع الكبير) وغرناطة (قصر الحمراء) وطليطلة عاصمة العرب في ذلك الوقت، وعاش أيام حكم الرئيس فرانكو الأخيرة، وقد حاول نقل الكنيسة من الجامع الكبير إلى أي مكان على حساب المملكة، وما زالت اليونسكو تحاول مع السلطات الإسبانية إعادة الجامع الكبير إلى ما كان عليه أيام الحكم العربي كأثر.
وقال: إن زيارة ولي العهد (الملك) فهد لإسبانيا حصلت المملكة على أرض كبيرة في مكان مرموق أقيم عليه مركز ثقافي إسلامي على حساب المملكة.
وفي بريطانيا استطاع إنشاء المركز الثقافي الإسلامي الذي يعتبر من أهم المراكز الثقافية الإسلامية في العالم، وقد تحملت المملكة جل نفقات البناء ولا زالت تدفع أكثر من 80% من ميزانيته، كما سعى لإقامة أكاديمية الملك فهد كأول مدرسة عربية إسلامية، وأقيمت هذه الأكاديمية للشباب العربي دون تفرقة، وقد بلغ عدد الطلاب والطالبات أكثر من ألف ومائتي طالب وطالبة من 37 جنسية، وعند اجتياح الكويت عام 1990م وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين مكن أكثر من ألف طالب وطالبة كويتية من متابعة دراستهم لمدة عام كامل.
انتخب عضواً في المجلس الأعلى لمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بترشيح من أستاذه الدكتور طه حسن، وقد فاتحه بذلك عند زيارة الأخير للمملكة عام 1955م، كما عين عضواً في المجلس الأعلى للمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، وعضواً بمؤسسة اليمامة الصحفية وغيرها. مع بداية عام 1385هـ/ 1965م نجد المنقور يكتب افتتاحية العدد الأول من جريدة الرياض عند صدورها تحت عنوان: (أمل وأمل).
قال إنه بعد تقاعده بعد 44 عاماً من العمل المتواصل بصدد نشر بعض الذكريات تشبه السيرة الذاتية والتي لم يصل بعد إلى نهايتها: «.. وأنه يقضي أكثر وقته بالقراءة ورياضة المشي والسباحة ومتابعة أخبار هذا العالم وعلى الأخص العالم العربي الذي يمر بأسوأ أيامه.. أيام تمزق وتشتت وقتال بين العربي وأخيه العربي، بين المسلم وأخيه المسلم، وما يقاسيه العربي من ظلم مصادرة أرضه وقتل شيوخه وشبابه.. وأبنائه وبناته.. إن ما يحصل على أرض فلسطين هو الظلم والقهر والضياع. ولله في خلقه شؤون.. ».
لقد نال عدداً من الأوسمه منها:
-وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية.
-وشاح النجم الساطع من الصين الوطنية.
-وشاح الاستحقاق المدني الأكبر من إسبانيا.
-وسام فكتوريا الأكبر في بريطانيا.
وقبل أشهر من وفاته افتتح وزير الصحة الدكتور حمد المانع مركزاً للرعاية الصحية بمسقط رأسه (حوطة سدير) والذي أقامه المنقور باسمه وباسم شقيقيه عبدالمحسن وسعد.
والأمل كبير ألا يُنسى مثل هذا الرجل فعلى أقل تقدير تسمى بعض المؤسسات التعليمية باسمه، كما أرجو من جامعة الملك سعود والتي كان له دور كبير في إنشائها بأن تطلق على أحد شوارعها أوقاعاتها اسمه تخليداً وتثميناً لجهوده وحفزاً لغيره. فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.