فيصل أكرم
حتى البريءْ
لا الشمسُ ترسمُ ظِلَّهُ
من عند خطوتهِ المدانةِ
بالرّضا
منذ الذهاب إلى المجيءْ
ولا الشمعُ في يدهِ يضيءْ
هل سوف نخطئُ لو وصفنا الحالَ
بالزمن الرديءْ..؟!
حتى الرداءة لم تعد وصفاً يليقُ
بمن دنا تحتَ الدنيءْ
فلننتظرْ شيئاً سيأتي،
ربما،
فالعمر، ندري، قد مضى
لكنه سيظلُّ يمضي،
مثلما يمضي على أحزانهِ
القلبُ الجريءْ
* * *
لكننا..
ضعفاءُ في هذا الخريفْ
أعوادنا افتقدتْ صلابتها
وموقفنا مخيفْ.
وكأننا.. غرباءُ في هذا الخريفْ
بلداننا اختلفتْ علينا
كلَّها النيرانُ صارتْ
طالتْ بنا ثمَّ استدارتْ
دونَ سترٍ
بعدما سقطَ النصيفْ.
* * *
ولأن ذلك كذلك، فإنني لم أجد بداً من مساءلة نفسي: هل أخرج من كل ذلك؟ مرة أخرى أو أخيرة أخرج؟ فجاءني الجوابُ الصادِمُ منها، بإيقاعٍ سريع:
خرجتُ كثيراً
وعدتُ قليلاً
ولكن.. أخيراً
لم يزدني الخروجُ إلا رحيلاً
والعَوْدُ قد صار لي مستحيلاً
هل شموسٌ ستحتضنُ البحرَ يوماً،
إذا ظلَّ موجُ البحارِ أسيراً..؟!
وكيف سأرفعُ أشرعتي،
إذا الأفْقُ صارَ بعيني قصيراً..؟!
هل كفوفٌ ستقتطفُ النجمَ حُلماً،
إذا الصحوُ بين المناماتِ طالَ،
ومالَ،
وطاح على ركبتيه كسيراً..؟!