د. عبد الله المعيلي
للصفوية الإيرانية المجوسية أحلام وآمال في المزيد من تشويه الإسلام عامة والمذهب السني منه على وجه التحديد، فما زالت تحلم بإعادة مجد المجوسية، وما زالت تتذكر بحسرة وألم دور العرب المسلمين بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، في معركة القادسية وهزيمته التاريخية للحضارة المجوسية وتحطيم تاج كسرى، وكل مظاهر المجوسية، وتخليص الأمة الفارسية من ذل الأكاسرة واستعبادهم، إلى حرية الإسلام وأنوار هدايته وتوافقه مع الفطرة البشرية السوية التي تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينًا.
هذه الهزيمة للمجوسية في إيران، ما زالت تشرق بأنوارها في تاريخ الإسلام تعلن لكل الأجيال وتذكرهم بأمجاد الإسلام وقوته، وفي الوقت نفسه، تشكل غصة وحسرة وذلاً وانكسارًا للمجوسية التي لن تقوم لها قائمة بحول الله حتى قيام الساعة مهما استخدمت الصفوية المجوسية من قوة ناعمة أو خشنة، ومهما تفننت في صور صناعة فرق الموت وإثارة الفتن في بلاد المسلمين، وصناعة أذرع في بلاد المسلمين تدين لها ولاء ومحبة.
يقول زعيم الهند غاندي في تشخيص دقيق كيف يصنع ويتفنن الأعداء في صناعة الفرقة والشحناء بين أبناء الأمة الواحدة يقول: (كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الإنجليزي، يقوم الإنجليز بذبح بقرة، ثم يرمونها بالطريق بين الهندوس والمسلمين، لكي ينشغلوا بينهم بالصراع، ويتركون الاستعمار).
إن ما يحدث الآن بديار المسلمين يشبه تمامًا ما كان يحدث في الهند، الفرق بين المشهدين هو أن ما كان يؤدي إليه ذبح البقرة من صراع وقتل بين المسلمين والهندوس في الهند، صار الانتحاري المسلم - وأخص من يدعي أنه سني - يتطوع ليقوم بدور البقرة، في إذكاء روح الفتنة والقتل وسفك الدماء في بلاد المسلمين، يقتل أهله وذويه، يفجر المساجد ويغدر بالمصلين، أصبح هؤلاء أدوات قتل وتشويه للإسلام والمسلمين، يخدمون بأفعالهم الشنيعة المنكرة الصفوية المجوسية، ويحملون ذويهم الحسرة والألم، ويسمون الإسلام السني سمة تهمة الإرهاب والتكفير والتفجير، وصار مصدر رعب وخوف في مجتمعه، وخشية وريبة لدى المجتمعات الدولية عامة، وهذا ما تطرب إليه وتتطلع الصفوية المجوسية الإيرانية التي لن يهدأ لها بال ولن يقر لها قرار حتى ترى المزيد من القتل والفتن تعصف بديار المسلمين خاصة والعالم كله بصفة عامة، واعتبار الإسلام السني مصدر التكفير والتفجير والتدمير، وهذا ما يبدو في الإعلانات المستعجلة بعد كل حادثة تفجير أو قتل جماعي وربطه بالإسلام.
كما عمدت إيران إلى احتضان وتغذية بقرة أكثر ولاء ووحشية وشراسة في تنفيذ سياسات إيران الرامية إلى تمزيق العالم الإسلامي، وإشعال نار الفتن والشحناء بين أبناء البلد الواحد، هذه البقرة تحظى بحماية إيران، والصرف عليها وإمدادها بالمال والسلاح.
القاعدة هذا التنظيم الإرهابي الذي تشكل من مجموعة من الشاذين فكريًا، المضطربين نفسيًا، المشحونة أنفسهم المريضة بشهوة سادية تعشق القتل والتدمير، هذه العصابة الضالة تغذت ونمت برعاية وحماية مجوسية، وما زال قادتها يعيشون في إيران ينفذون أجندتها ضد كل ما هو عربي وإسلامي، في البلاد العربية خاصة، وفي جل البلاد الإسلامية، كما احتضنت إيران المجوسية «داعش» هذه الصناعة الأمريكية البريطانية الصهيونية، أسست لإثارة الفتنة في المملكة العربية السعودية تحديدًا، وتعد العمليات الإرهابية التي بينت وزارة الداخلية تفاصيها أخيرًا وأبطلتها أيدي رجال الأمن المهرة المخلصين إلا دليل قاطع على أن إيران هي صانعة الإرهاب وحاضنته، هذا التنظيم المجرم الإرهابي تدثر بالإسلام من أجل استقطاب الشباب المضطربين نفسيًا المنحرفين فكريًا لتشويه صورة الإسلام وقتل الأهل وتدمير الممتلكات.
إيران محضن الإرهاب، ومشعلة الفتن في بلاد العرب، فهل نعي ذلك؟