فضل بن سعد البوعينين
نعيش اليوم ذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وتأسيسه كيان الدولة، وتوفيقه بين قبائلها، حتى أصبحت كالروضة الغناء تحفها الخيرات وتظللها الأشجار وتجري في أراضيها أنهار الخير والعطاء. أرسى فيها قواعد الأمن والعدالة، واتخذ من كتاب الله وسنة رسوله الكريم منهاجا وشرعا، فأصبحت الدولة الإسلامية الوحيدة التي تتخذ من القرآن الكريم دستورا تستقي منه تعاليم الهدى، وتباشير الحياة. تلتزم بتعاليمه الربانية، وتحتكم إلى قوانينه الشرعية في ثبات وشموخ، وتقرب إلى المولى عز وجل الذي أنعم على هذه البلاد وأهلها بنعمه التي لا تعد ولا تحصى.
أرسى إستراتيجية البناء وأوكل مهمة إتمامها إلى الأبناء. منذ ذلك اليوم تمكن الأبناء الملوك، من إكمال المسيرة وتحويل هذه الأرض الطيبة إلى واحة مثمرة تنعم بالأمن والأمان، والاستقرار، والرقي والتقدم في فترة زمنية قياسية من عمر تقدم الشعوب والأمم، إنجازات حضارية كبرى تناوب على تنفيذها أبناء الملك عبدالعزيز، بكل تفان وإخلاص. وبانتهاء دورهم الريادي، بدأت مرحلة جديدة من البناء والعطاء، لإكمال المسيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده خدمة للبلاد والعباد والإسلام والمسلمين.
في هذا العام المبارك تبدأ المملكة مرحلة جديدة بإطلاق رؤيتها 2030 التي تهدف إلى إحداث التغيير الاقتصادي والمجتمعي والتنموي الأمثل. وهي رؤية طموحة ننتظر أن تسهم في نقل المملكة إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة التي تعتمد الإنتاج موردا لها بدل اعتمادها النفط كمصدر وحيد للدخل. مرحلة سيكون للقطاع الخاص دور ريادي في إدارة الاقتصاد؛ والإسهام في رفع صادرات المملكة غير النفطية إضافة إلى تحقيق التنوع الاقتصادي المنشود. مرحلة ستؤسس لتاريخ اقتصادي تنموي جديد نسأل الله أن يبارك في الجهود وأن يحقق الأهداف لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يديم علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأن يحفظ وطننا وولاة أمورنا وشعبنا من كل شر.