الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
إن في حياة الأوطان والأمم والشعوب أيامًا خالدة من أنصع تاريخها وخلاصة أمجادها وزبدة مفاخرها؛ ويومنا الوطني لبلادنا العامرة تاريخ بأكمله سيبقى بإذن الله تعالى على مدى الدهر يقص المحامد وجليل المناقب والمآثر.
ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في الأول من الميزان الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر تطل علينا في كل عام لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي مناط الاعتزاز وأرفع ما نفخر به وأنبل ما نعتز بمدلوله ذلك اليوم الأغر في تاريخ مملكتنا العزيزة، يطل علينا يوم مجيد يسجل بالاعتزاز والفخر مسيرة البناء والتوحيد والتطور والازدهار محفور في أعماق التاريخ منقوش في فكر ووجدان المواطن السعودي، كيف لا؟ وهو اليوم الذي جسد مسيرة جهادية عامرة بالتضحية والفداء جمعت شتات هذا الكيان العظيم وأحالت الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل خاضها البطل الموحد والقائد الفذ المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- الذي استطاع بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا، ثم بحنكته ونافذ بصيرته، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد ثوابته ومنطلقاته ويلملم أرجاؤه في عقد الوحدة تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ومعه رجال أوفياء أبطال مجاهدون مخلصون- رحمهم الله جميعًا - في سبيل ترسيخ دعائم أركان هذا الكيان الشاهق وتوحيده.
... وفي مواكبة مشاعل الوحدة والنماء التي رُصعت بها جباه بلادنا المباركة من أقصاها إلى أقصاها تحت القيادة النيرة الحكيمة لقائد العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تتوالى قفزات التشييد والإنجاز كمًا وكيفًا عالية المبنى والمعنى، رائعة المظهر والمخبر، تبشر باستمرار هطول بركات التطور والتقدم على هذا الوطن المعطاء مستمدة من نبع الشريعة الإسلامية الغراء الذي لا ينضب.
وتأتي ذكرى اليوم الوطني هذا العام معاصرة لبرنامج التحول الوطني ورؤية المملكة2030م التي تسهم في تنويع الاقتصاد ودعم المنتج المحلي وتطوير الاستثمارات ودعم الصادرات غير النفطية، توافقًا مع هم الأمير الشاب محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى نقل وطنه من الإعتماد على النفط إلى الاستدامة من مداخيل جديدة لا تعتمد على النفط، والاستفادة من الثروات الطبيعية والسياحة الدينية وتوطين التقنية ورفع مستوى تأهيل المواطنين ليتناسب مع متطلبات سوق العمل والعمل على توسيع فرص العمل في القطاع الخاص والتوسع في تمويل الإسكان وتوفير الأراضي بأسعار مناسبة، نظراً لتزايد السكان خلال العقود المقبلة وزيادة الطلب على الخدمات، وخصخصة الخدمات الصحية وإيجاد التأمين للمواطنين، وتوفير بنية تحتية مناسبة لقطاع النقل من موانئ ومطارات وسكك حديدية وطرق.
إن ما حققته بلادنا من إنجازات كبيرة خلال المسيرة المباركة تحتم علينا جميعًا المحافظة عليها وتعزيزها، وبذل المزيد من الجهد لحمايتها لتبقى مملكتنا عزيزة أبية قائدةً رائدةً في محيطها الإقليمي والإسلامي ومشاركةً فاعلةً في نهضة البشرية جمعاء.
وفي هذه المناسبة السعيدة، لا يسعني في هذا المقام إلا الدعاء بأن يحفظ الله مملكتنا الغالية أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وإخواننا المرابطين على الحدود لحماية أمننا واستقرارنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة، وأن يحفظ قائدها وباني نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يجزيه عن أمته خير الجزاء؛ وأن يحفظ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
صقر بن محمد آل صقر - رئيس مجلس إدارة المجموعة العربية للصناعات الحديثة «دالا»