المنطق ليس له وجود في كرة القدم مطلقاً، وهذا سر جاذبيتها وسحرها، فقد تكون الأفضل وتخسر، وقد تكون الأسوأ وتكسب! الأهم في النهاية هي الثلاث نقاط، وهي التي سيسجلها التاريخ ولن يذكر أو يلتفت للمستوى أحد، الأخضر في مباراتيه في تصفيات كأس العالم، أمام تايلند والعراق لم يقدم أي مستوى يذكر، لكنه قدم لنا العلامة الكاملة (6) نقاط، وهذا كافٍ عملياً على الأقل، نقسو على منتخبنا كثيراً من باب العاطفة، أو الحب، أو الغيرة الوطنية، لكننا في الجانب الآخر، لا نعطيه حقه كاملاً عندما يؤدي ما عليه، فعندما تلعب أمام بطل آسيا السابق، وهو جاهز فنياً، ويلعب بكل عنفوان لتعويض خسارته السابقة، وأنت بلاعبين جلهم من الاحتياط في أنديتهم، وظروفك الفنية والمعنوية سيئة جداً، وتقلب الطاولة على خصمك في آخر ربع ساعة من خسارة إلى فوز، فأنت حينها تملك منتخباً (جباراً) في الواقع، لكن يا ترى ما سر (الانتفاضة) الخضراء وقلب النتيجة، من خسارة إلى انتصار في وقت وجيز؟ التفاصيل ذكرها نواف العابد، عندما قال نصًا (المدرب طلب منا أن نكون أكثر جرأة وثقة في أنفسنا) ونحن نقول هنا لنواف وزملائه قبل مباراة استراليا القوية والحاسمة، عليكم أن تكونوا أكثر جرأة وثقة في النفس على الدوام يا نواف وليس في آخر ربع ساعة من المباراة! ما تحدث عنه نواف في الواقع، أمر ملموس وحقيقي، فنحن نرى لاعبينا بالفعل مع المنتخب ومع أنديتهم، يفتقدون للثقة في أنفسهم ومهاراتهم وخبرتهم، لكنهم عندما يتحررون من تلك المخاوف (الوهمية) ويتحلون بالثقة والجرأة، فإنهم (يلتهمون) خصومهم مهما كانت قوتهم! وظهورهم بهذا الشكل، نحن نشترك في مسؤوليته في الواقع كإعلام وجمهور، فنحن نقسوكثيراً في نقدنا ولومنا، للاعبينا في الأندية والمنتخب، ونقصر في المقابل في الدعم والمساندة! لذا من الطبيعي جداً أن يفقد اللاعبون الثقة ويتذبذب مستواهم، وفي هذه التصفيات بالذات بالغنا كثيراً، في النفخ في خصومنا، والتقليل من منتخبنا، لدرجة أن بعضهم طالب بانسحابنا من التصفيات!! وهذا بالتأكيد انعكس على لاعبينا أمام تايلند والعراق، ومع هذا ظفرنا بالعلامة الكاملة، حقيقة وبعد أن شاهدنا كل فرق مجموعتنا، نعترف الآن أننا أسرفنا في تخوفنا، وفي تصوير حجم خصومنا، فاليابان تظهر بمستوى هزيل، وفريقها جله شباب، وخسرت من الإمارات وبالكاد فازت على تايلند، واستراليا كذلك تفوز بشق الأنفس على الإمارات، وبهدفشكوك في صحته، لذا ومن واقع مجموعتنا وبعد أن شاهدنا جميع فرقها، أقول ومن وجهة نظر فنية متواضعة، أن حصولنا على البطاقة (الثانية) على أقل تقدير، ليس بذلك الأمر الصعب، كما كنا نتصور ونصوره لأنفسنا وللاعبينا، وانعكس عليهم في أول مباراتين! فنحن سنلعب مع العراق والإمارات واستراليا واليابان، على أرضنا وسبق أن انتصرنا على العراق على أرضها، وخلال هذه المباريات نستطيع تجميع أكبر عدد من النقاط، مع نقاطنا الست، ومع النقاط التي سنحصل عليها من مباريات الذهاب، ونتأهل بإذن الله، بالتأكيد مستوى منتخبنا غير مطمئن وغير مشجع على التفاؤل، لكن علينا الآن أن نبتعد عن (النقد) ونقف خلف منتخبنا، ولاسيما وهو يحصل على النقاط الكاملة على أي حال، وبعد التصفيات لكل حادث حديث، وعلينا أن نستشعر أيضاً بأن اللاعبين يعيشون بيننا، ويتأثرون حتماً بما نكتب في الإعلام وفي مواقع التواصل، وقد شاهدنا هذا جلياً في أول مباراتين، فهيا بنا الآن نقف خلف الأخضر ونحيي الأمل والثقة في نفوس لاعبيه.
- صالح الصنات