القاهرة - «الجزيرة»:
تعيد إسبانيا طباعة كتاب «فوينيتش» أحد أكثر كتب العالم غموضاً، والذي يعود إلى القرون الوسطى، وقد كتب بلغة مشفرة عجز كبار خبراء العالم عن فهمها، كما ذكرت وكالات إخبارية.
وأمضى مئات الباحثين سنوات من حياتهم محاولين كشف أسرار هذا الكتاب الذي يحتوي على لوحات وصور لنباتات غريبة حتى إن البعض نسب لهذا الكتاب المجهول المؤلف قدرات خارقة.
ولا يخرج هذا الكتاب إلا نادراً من خزانة مكتبة «بينيك» في جامعة «يال» الأميركية، لكن دار النشر الإسبانية «سيلوي» حصلت على ترخيص بطبع ألف نسخة منه بعد عشر سنوات من الجهود، وتعتزم دار النشر بيع النسخة الواحدة من الكتاب بسعر يتراوح بين سبعة وثمانية آلاف يورو (ما بين 7730 و8835 دولاراً)، وقد حجز ثلاثمائة شخص نسخهم حتى الآن.
وساد اعتقاد لوقت طويل أن واضع الكتاب هو راهب فرنسيسكاني يُدعى روجر بايكون انتهى به الأمر في السجن بسبب اهتماماته في الكيمياء القديمة والسحر، لكن هذا الاعتقاد تبدد عام 2009 حين تبين بفحص الكربون 14، أن الكتاب يعود إلى ما بين العامين 1404 و1438، وكان البعض يظنون أن الكتاب من وضع ليوناردو دا فينشي، أو أنه من وضع شخص مجهول كتبه بلغة مرمزة ليتجنب الملاحقة.
ولم يتمكن أحد حتى الآن من فهم لغة الكتاب، ومن بين الذين فشلوا في فهم لغة الكتاب العالم الأميركي ويليام فريدمان، وهو تمكن من فك شيفرة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية لكنه وقف عاجزاً أمام هذا الكتاب.
واليوم، تتلقى مكتبة «بينيك» شهريًا آلاف الرسائل من أشخاص يظنون أنهم عرفوا سر الكتاب، بحسب ريني زاندبرغن وهو مهندس فضاء أصبح خبيرًا في المخطوطات، ويقول «أكثر من 90 % من الذين يدخلون إلى الموقع الإلكتروني للمكتبة يبحثون عن مخطوطة فوينيتش».
وفي سنة 2014 زعم بروفيسور اللغويات التطبيقية بجامعة بيدفوردشاير البريطانية ستيفين باكس أنه تمكن من فك شفرة بعض الكلمات في مخطوطة فوينيتش، وقال باكس: «عملت على تحديد أسماء العلم في النص باستخدام الأساليب التاريخية التي فكت شفرة الكتابة الهيروغليفية المصرية وغيرها من الكتابات، ثم استخدمت هذه الأسماء لفك شفرة جزء من النص».
وأضاف أن «المخطوطة تحتوى على عدد كبير من رسوم النجوم والنباتات، تمكنت من تحديد أسماء بعضها، وذلك عن طريق مقارنتها بمخطوطات حول الأعشاب باللغة العربية وغيرها من اللغات، ثم بدأت فك الشفرة»، ورغم أن باكس فك جزءاً من الكتابة فقط، إلا أن ذلك أثار اهتماماً كبيراً في مجال فك الشفرات واللغويات وقد يشكّل نقلة على طريق فك شفرة المخطوطة بالكامل.
يُذكر أن مخطوطة فوينيتش تم العثور عليها في دير إيطالي في عام 1912، وهي تضم مؤلفاً مجهولاً بأبجدية مجهولة وبلغة غير مفهومة من اليسار إلى اليمين، وتضم أيضاً رسوماً لنباتات ونجوم وبشر، ويرى المؤرخون أن النص كتب في أوروبا.
ولا يخرج هذا الكتاب إلا نادراً من خزانة مكتبة «بينيك» في جامعة «يال» الأميركية، وتكثر النظريات الساعية إلى أن تفسر سر هذه المخطوطة التي تحمل اسم ويلفريد فوينيتش الذي أعاد اكتشافها في إيطاليا عام 1912، ووجد ذكر لهذا الكتاب في مخطوطات تعود إلى القرن السابع عشر.