موضي الزهراني
بالأمس كان يوم 23 سبتمبر وهو «اليوم الوطني» 86 / 1437هـ والذي يعني الكثير للحكومة السعودية ومواطنيها، وذلك تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله الذي أعلن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351هـ. وبغض النظر عن نوعية الاحتفالات بهذا اليوم الهامّ لبلادنا،يهمني تسليط الضوء على أهمية الانتماء الوطني لدى كل فرد منا، ومدى أثر ذلك في تماسك الوحدة الوطنية، وتقوية الارتباط بأرض الوطن، والافتخار بالهوية الوطنية، وهذه المكتسبات الهامة جداً في الشخصية الوطنية لانكتشفها بعمق إلا من خلال سلوكيات ثابتة لاتتأثر بالمكان والزمان احتفالاً أو ابتهاجاً، بل تكون واضحة وثابتة مهما تعرضت أرضيتها لأي مخاطر طارئة! فالانتماء الوطني الهشّ هو الذي يتحرك سريعاً خلال الاحتفالات الموسمية ولايستقرإلا لمدة زمنية بسيطة، ويتأثر بأي تغيرات تحدث على المستوى الوطني، ومن السهل انجرافه خلف التأثيرات الخارجية المُعادية لأمن الوطن! هذا الانتماء الذي يعلو صراخ أصحابه خلال الاحتفالات ذهاباً وإياباً، وخلال المسيرات في الطرقات رافعين الأعلام والصور والعبارات انتشاء بالمناسبة لايُلامس العمق المنشود للوحدة الوطنية، ولايُحاكي الواقع لوطننا وماطرأ عليه من متغيرات أمنية وسياسية بسبب العداءات الداخلية والخارجية! بل يُعبّر عن مشاعرمؤقتة أظهرتها مناسبة سنوية فقط، وسرعان مايختفي أثرها بعد أيام من انتهائها! وهذا يُخالف حقيقة الانتماء الوطني وثباته والذي يتحمل تأسيس قاعدته الآباء والأمهات منذ الصغر خاصة أن حب الوطن قد ذُكر في القرآن الكريم بصيغة الأرض والديار، وفي السنة عن حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبك من بلد، وأحبّك إليَ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ماسكنتُ غيرك» فهذا معلم البشرية وقدوتنا يُعبر عن حبَه لوطنه في أصدق صوره! وأيضاّ دورالمعلمين من خلال المناهج الدراسية، وكذلك خطباء المنابر والمساجد ذوي الصيت والقبول من حيث ربط العبادات والسلوكيات بالانتماء الايجابي للوطن، ولاننسى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لدى فئات الشباب ومايتحملونه من مسئولية عظيمة تجاه كيفية التعبير عن الانتماء الوطني سواء داخل الوطن أو خارجه! وخاصة في كيفية تجاه مواجهة الحملات المُعادية لبلادنا من خلال مواقع التواصل والتي تتزعمهاماعات مجهولة وليست تحت مظلة رسمية والتي أنتشرت في الآونة الأخيرة، يدّعون من خلال نشرها «بأنهم يطالبون بحقوق النساء والمظلومين في حقوقهم الشرعية» هذه الهاشتاقات المثيرة للجدل لاتُعبرعن أي انتماء وطني حقيقي هدفه مصلحة المواطنين بقدرماتهدف للإثارة الاعلامية وتسيء للوطن بالدرجة الأولى!