اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو يوم خالد في نفوس الشعب السعودي الذي عاش حياة الأمن والاستقرار تحت حكم الملك عبدالعزيز وأبنائه، بعدما كانت شبه الجزيرة العربية تعيش متقاتلة متحاربة متضاربة تغزو بعضها بعضاً، عشيرة تغزوعشيرة وبلدة تسطو على بلدة، وهاهي الآن بفضل الله أمن وأمان واستقرار ورخاء في ظل الحكومة السعودية الرشيدة يطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني، لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي، هذا الكيان العظيم الذي قضى على الفرقة والتناحر بين الناس، وألف بين قلوبهم في وحدة وانصهار وتكامل.
وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى 86 العطرة وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة.. ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز الذي استطاع بفضل الله، وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار، متمسكاً بعقيدته ثابتا على دينه، وحول المملكة العربية السعودية إلى مدرسة يدرس فيها كل مواطن سعودي.
كما تحولت القوة العسكرية من جيش بدائي بالبنادق إلى قوة ضاربة ويدها من حديد ضد كل من يحاول المساس بحدودها.
ولا يخفى الدور الإيجابي والمساند والدعم المالي واللوجستي والعسكري من المملكة لكل جيرانها العرب، التي كلما حلت بهم نكبة أو تعثرت لهم ناقة كانت الداعم الأول والصديق الوفي، وهذا قبل وبعد الطفرة فقد خرج الجيش العربي السعودي من المملكة لنصرة العرب في العدوان الثلاثي على مصر، وكان مليكنا سلمان جنديا مجندا بها، وخرجت مجموعة لواءات مسندة بالمدفعية والطيران لمساعدة الأردن إذا وقع عليها عدوان من قِبل إسرائيل.
واليوم بفضل الله تحولت إلى قوة لها اعتبار ويحسب لها ألف حساب، ولها مكانها في منطقة الشرق الأوسط براً وبحراً وجواً، والفضل لله ثم لملوك هذا البلد الأمين، الذي كلما ولي أحدهم تمم رسالة أخيهن، فهم كانوا ومازالوا أبطالا مجاهدين في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده.. تحت راية واحدة وهي راية التوحيد. ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد فقد كان انطلاقة لمسيرة جهاد آخر.. جهاد النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة.
اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرركل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية، وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة، حتى أصبح ملاذاً للمسلمين، فأولت جل اهتمامها وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتها بشكل أراح الحجاج والزائرين وأظهر غيرة الدولة على حرمات المسلمين، وإبرازها في أفضل ثوب يتمناه كل مسلم، وقامت بما لم يقم به أي عهد بخدمة الحجاج والمعتمرين، وهاهما الحرمان بالتوسعة الحديثة باتا منارات للعالم أجمع.
ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة، وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي، وإسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية وشهدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم.
لقد حققت المملكة العربية السعودية سبقاً في كل المجالات وأخص منها المجال الصحي. فلقد شهدت المملكة نهضة صحية كبرى أصبحت مضرب المثل وأخذت بأسباب التقنية الحديثة في برنامج يربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية عبر الأقمار الصناعية الأمر الذي يزيد من فرص الاطلاع المعرفي ومن سهولة الاستعانة بآراء طبية أخرى تمكن من تشخيص بعض الحالات التي ربما كانت في السابق تتطلب سفراً شاقاً للحصول على مثل هذه الخدمات.
نبارك في هذا اليوم للملك سلمان وأعوانه وإخوانه وللمواطنين، وللجنود البواسل على الحدود والثغور، فليعش الملك سلمان ولتعش الأسرة السعودية وليعش الشعب السعودي، ولترسم هذه الصورة المشرقة، غنية برجالها وعطائها وإسهامها الحضاري.. فليرفع كل مواطن رأسه فخوراً بهذا الوطن وندعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويمتعهم بالصحة والعافية.. وكل عام ووطننا بخير وسعادة.
لواء ركن متقاعد/ معاشي بن ذوقان العطية - سكاكا - الجوف