دأب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على رعاية وتفقد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والاطمئنان ميدانياً على جاهزية وإمكانات الأجهزة المشاركة كافة بهذه المهمة الشريفة الجليلة التي تضطلع بها حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس، وهو الأمر ذاته الذي دأب عليه طوال حياته، والده -المغفور له بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان يرعى سنوياً هذه الجهود ويتفقدها ميدانياً حرصاً من القيادة الرشيدة على تقديم أفضل الخدمات والإمكانات لضيوف المملكة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، فجهود المملكة في هذا المجال واضحة جلية، عرفها القاصي والداني لاسيما من قدم للمملكة حاجاً أو معتمراً، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى عهدنا الزاهر بقيادة وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-.
وتحقيق النجاح في الخدمات المقدمة للحجاج يبرز في فحوى البرقية الجوابية التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- لصاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الداخلية سمو الأمير محمد بن نايف تتضمن الشكر والتهنئة بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام 1437هـ التي عبر حفظه الله من خلالها بقوله: إننا نحمد الله عز وجل ونشكره على فضله وكرمه بنجاح موسم حج هذا العام، كما أننا نتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، وهذا الشرف الذي تعتز به المملكة حملها مسؤولية عظيمة، فسخرت جميع إمكاناتها وقدراتها المادية والبشرية لخدمتهم، وإن ما يشهده الحرمان الشريفان، والمشاعر المقدسة من أعمال ومشروعات توسعية ضخمة يأتي خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وما يبذله سموكم، وجميع المسؤولين، ومنسوبي الأجهزة الحكومية، والعاملين في القطاعات المدنية والعسكرية والأهلية من جهود وأعمال مميزة لهو محل تقديرنا واعتزازنا، وسأل الله جل وعلا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يقبل من حجاج بيته حجهم.
تناغم بين الأجهزة المشاركة
كان للتناغم الكبير والتعاون المثمر وتضافر الجهود بين الأجهزة المشاركة في أعمال الحج لخدمة ضيوف الرحمن أكبر الأثر في النجاح الباهر الذي شهده موسم الحج لهذا العام 1437هـ، فقد عزا سمو ولي العهد نجاح موسم الحج إلى التناغم الكبير بين مختلف الأجهزة المشاركة، وعبّر سموه في أكثر من مناسبة وموقف عن ارتياحه ورضاه عن هذا التعاون البناء، وهنأ قيادات القطاعات العاملة بالحج على كسب رضا الله تعالى وتنظيم هذا الحدث المهم بالشكل المطلوب وإرضاء ولي الأمر وإرضاء المواطنين، كما يشير سموه إلى أن الجميع قد أدرك حجم التحديات والتهديدات المحيطة التي سبقت الحج فكان العمل احترافياً هادئاً مما أسفر عن النتائج الباهرة، التي يتشرف بها الجميع.
جهود رجال الأمن
أثبت رجال الأمن البواسل أنهم على قدر كبير من المسئولية والمهنية العالية نتيجة المتابعة الدؤوبة من لدن سمو ولي العهد وزير الداخلية حفظه الله الذي لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً بتوجيه من القيادة العليا لتوفير الإمكانات كافة والسبل والوسائل المؤدية إلى تقديم المأمول من هذه القطاعات لتقوم بواجبها على أكمل وجه وأتمه، ومن ذلك المهمات الموكلة لها لحفظ أمن وراحة الحجيج من ضيوف الرحمن، وهذا ما عبر عنه سمو ولي العهد في مناسبات عدة حينما يقول: إن السعودية محمية بمشيئة الله ثم بجهود رجال الأمن الذين لا يألون جهدا في تأدية واجباتهم، وهو ما كرره سموه، بحسب ما أوردته (واس) عقب تفقده استعدادات قوات الأمن الخاصة المشاركة في مهام حج هذا العام للاطمئنان على جاهزيتها والاطلاع على الإنجازات المتواصلة لهذه القوات، ومما قال سموه: الجميع يعلم أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من عدة جهات، ولابد من رد المستهدف مهما كان، وأنتم قادرون بمشيئة الله تعالى على مواجهة أي استهداف لأمن وطننا ومواطنيه، وكلنا كرجال أمن خيارنا الأوحد هو أن نحفظ أمن الوطن ولا نسمح لأحد بالتدخل فيه، هذا واجب مقدس وشرف لنا جميعا.
كما أشاد سمو ولي العهد حفظه الله (عقب تفقده مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بمقر الأمن العام في مشعر منى) بما يبذله رجال قوات الأمن العام والقطاعات العسكرية المختلفة من جهود كبيرة مقدرة لضمان أمن وأمان حجاج بيت الله الحرام، ولفت سمو ولي العهد الانتباه إلى الجهود الأمنية بصفة عامة على مستوى المملكة، حاثا رجال الأمن على بذل المزيد من الجهود بما يؤكد حقيقة أمن وأمان المواطن على أرض الوطن شاملا.
ثناء وإعجاب وتقدير
النجاح الباهر الذي حققته أجهزة الدولة المشاركة كافة بأعمال الحج كان مثار ثناء وإعجاب سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو ما عبر عنه سماحته إبان لقائه بسمو ولي العهد بمشعر منى، حيث قال سماحته: أنعم الله عز وجل على هذه البلاد نعما عظيمة يجب علينا شكرها والثناء عليه بها، وشكر نعم الله يكون بالاعتقاد بالقول والعمل، موسم الحج لهذا العام مر في خير وعافية وبسكون واطمئنان -بفضل الله- ثم بجهود متوالية دؤوبة، والله -سبحانه وتعالى- اختاركم لهذا الأمر العظيم لخدمة بيت الله الحرام والمسجد النبوي وأجلكم بذلك، نشكركم على جهودكم وأعمالكم وأقوالكم، وأضاف: أعداؤنا بذلوا كل جهودهم ضدنا فكريا واقتصاديا وأخلاقيا ولكن لم ينجحوا في ذلك لأن الأمة الإسلامية على عقيدة سليمة ثابتة لا تؤثر عليها أعمال هذه الفئة الباطلة، ومضى يقول: صاحب السمو: إن الملك سلمان اختاركم انتم وولي ولي العهد لهذه البلاد لتكونوا -إن شاء الله- على منهج ومنهاج للأمة الإسلامية المتماسكة، فاتقوا الله واعلموا أن كل ما عملتم من عمل للحجاج فستتزودون من عملكم وحسناتكم يوم القيامة.
والثناء والإعجاب بالنجاحات المتحققة لموسم الحج لعام 1437هـ كان محل تقدير وإعجاب عضو اللجنة الدائمة للإفتاء عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، حيث أكد حين لقائه بسمو ولي العهد بمشعر منى أيضا أن المملكة هي العين الباصرة للعالم الإسلامي واستقراره ونجاح أعمال الحج يغيظ الأعداء والمتربصين، ودعا الله -عز وجل- أن يعين ويوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والمعتمرين.
وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عبر بذات المعنى عن النجاحات الباهرة لموسم حج هذا العام وذلك برقية رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولولي العهد على ما يبذله، وتبذله حكومته الرشيدة من جهود عظيمة ومتنوعة من جميع أجهزة الدولة القيادية، والأمنية، والخدمية، والشرعية، لخدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسك حجهم بطمأنينة، ويسر، ورضا، وسرور، وعلى ما حظي به حج هذا العام من تنظيم، وتخطيط، وتنفيذ دقيق، وتكاتف من جميع الجهات العاملة في الحج تُجاه ذلك، وعلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في حج هذا العام، وخاصة فيما يتعلق بضبط التجاوزات على نظام الحج، والتجاوزات على التقيد بأنظمة الدولة في قدوم الحاج دون تصريح، حيث أسهمت هذه المتابعة الدقيقة في زوال العشوائيات، والافتراشات، وزوال الكثير من العناصر المؤثرة على مستوى الأداء في الحج.