«الجزيرة» - سعود الشيباني:
تحتفل المملكة اليوم بالذكرى السادسة والثمانين لليوم الوطني، وفي هذا اليوم المبارك يسجّل التاريخ للمملكة العربية السعودية مكانة مرموقة بين الأمم ويجعل لها شأناً عظيماً بين الشعوب، حيث كانت للملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- وقفة مخلصة مع التاريخ بذل خلالها جهوداً مضنية معلناً توحيد أجزاء البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية دولة فتية قوية انتهجت تطبيق الشريعة الإسلامية وصدعت بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية النبيلة وانطلقت ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة في ربوع العالم سالكة طريق العلم والتطور، وكانت المملكة تحدق بوعي وبصيرة نحو غد أفضل لها ولبقية المجتمعات الإنسانية. واليوم تحل علينا هذه الذكرى المباركة، وبلادنا ترفل في ثياب من العز والكرامة والتطور والإنجاز، والبناء والتعمير.
وعن هذا اليوم والاحتفاء به يتحدث لنا أحد رجالات الوطن الذين خدموه لسنوات طويلة، حيث تحدث اللواء فيصل بن عقاب الشيباني المرافق الخاص للملك عبدالله - رحمه الله- قائلاً إن يوم الوطن يوم توحيد الكيان على يد المغفور له جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- وفي هذه المناسبة الغالية نسجّل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية والأمنية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهر وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين دول العالم وأصبحت قرارات المملكة يعد لها ألف حساب لما لها من أهمية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.
وقال اللواء الشيباني: من واقع عملي مع الملك الراحل عبدالله - رحمه الله-، على مدى 33 عاماً، شهدنا وتعلمنا من القيادة الحكيمة نظرة ثاقبة وحباً لشعبهم وإخلاصهم لهم فيما نهجوا سياسة الباب المفتوح لخدمة المواطنين، بدءاً من المؤسس مروراً بجميع الملوك الذين تولوا مقاليد الحكم؛ ففي عهد الملك الراحل الملك فهد - رحمه الله - وكذلك خلال حكم الملك عبدالله والآن ملك الحزم والعزم فقد شهدت يومياً تعاملهم مع الشعب وكل من له مطلب أو يطلب المساعدة، حيث إن القيادة وضعت نصب عينها خدمة الشعب والعمل على راحته ورفاهيته، مؤكداً أن من أبرز ما تميزت به المملكة أنها جعلت الشريعة الإسلامية أساساً للحكم وهذا جعلها تنفرد عن غيرها من الدول في مجال الحكم والإدارة، وفي هذه الذكرى يبرز عدد من الشواهد والإنجازات الحضارية التي تحققت في وقت قياسي بفضل الله عزَّ وجلَّ بعد توحيد المملكة أن المؤسس - رحمه الله وطيب ثراه- قام ببناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها وسعى إلى تطويرها وإصلاحها في مختلف الميادين، فوضع الأساس لنظام إسلامي من سماته الثبات والاستقرار وتحديد المسؤوليات والصلاحيات، فأنشئت المؤسسات واضطلعت الإدارات بدورها في التطور، واتخذت الدولة العلم والتقنية سبيلاً للتطور والنماء، وقام القضاء على أساس الشريعة الإسلامية، فأنشئت المحاكم وصدرت الأنظمة التي تعزِّز دور المحاكم، وتم بسط العدل بين الناس، وحقق الملك عبد العزيز إنجازات واسعة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزائرين، وأصبحت المملكة مضرب الأمثال في الأوساط الدولية في استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار.
وقد أمضى الملك عبد العزيز سنوات عديدة بصحبة رجاله المخلصين لتوطيد أركان الحكم وجمع شتات أبناء البلاد تحت راية التوحيد ووضع حجر الأساس الذي قامت عليه المملكة وهو التوحيد والشرع الإسلامي، في نظام حكمها ومعاملاتها والإسهام مع المنظومة الدولية في ترسيخ مبادئ السلام والأمن الدوليين.
واستعرض اللواء الشيباني أبرز المواقف التي كان الملك عبدالله - رحمه الله- يوصي بها ويرددها عليه وعلى العاملين معه، حيث يوصي بالعدالة بين للناس.
وقال اللواء الشيباني ذات يوم طلبت منه أن يستقل سيارة مصفحة ولكنه رفض وقال الله سبحانه وتعالى هو الحامي وهذا بلا شك يعزِّز الإيمان الراسخ ثم الشجاعة وكذلك المساواة بينه وبين العاملين بالموكب.
وفي موقف آخر قال اللواء الشيباني لحظة خروجنا من القصر لاحظ وقوف أحد المسنين ومعه أبناؤه وزوجته المسنة وأمر بوقوف الموكب حالاً ونادى المواطن واستمع له بأذن صاغية ووجه - رحمه الله- بتحقيق طلبه عاجلاً. وفي مساء شتاء ماطر ونحن مع الملك بموقع خارج مدينة الرياض وأثناء استلامي معه أمر بتوزيع الجاكيتات «الفرو» على المستلمين والعاملين على حراسته بعد أن أخذ جولة عليهم وكان يردد نحن تحت المكيف وهؤلاء تحت المطر والأجواء الباردة مما يعطي ذلك دافعاً للعاملين معه بالإخلاص والتفاني بالقيام بالعمل بكل حرص. وأضاف اللواء الشيباني: نعم هؤلاء هم ملوكنا وهذا نهجهم وتعاملهم مع شعبهم وأبناء وطنهم. وقال: نحن الآن نعيش في عهد الملك سلمان، حيث تشهد فترة حكمه عزة وطننا ورفع رايته استمراراً للنهج الذي سارت عليه بلادنا ولله الحمد في كل عهودها حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملك الحزم والعزم - أطال الله عمره وأبقاه لنا وللمسلمين ذخراً وسنداً.