يعودُ يوم الوطنِ الغالي محفوفًا بمشاعر الاحتفاءِ الصادقة، متوجًا بإنجازات حافلة بالتّطويرِ والتّحديثِ والتّنميةِ مكّنت البلادَ - بحمدِ اللهِ وفَضْلِهِ - لأن تسابق الزمن، وتنافس دول العالمِ المتقدمة لتحقق آمالها وطموحاتها في بناء حضارتها، ونهضتِهِا، وازدهارِهَا على أسس قويمة محورها الأساس؛ شريعة سمحة وسطية، وعقيدة طاهرة نقية، وثوابت عربية حضارية أصيلة، تكشف عمقًا صادقًا تنبثق منه توجهات الدولة رعاها الله نحو نشر السلام والحوار الحضاري، ومحاربة واجتثاث كل ما يعكر صفو الحياة الآمنة التي تنشدها الإنسانية، ولذا فحق علينا أن نشكر اللهِ تعالَى أنْ مَكَّنَ لهذِهِ القيادةِ المؤمِنَةِ الحاكمة بِشرعه الحنيف، الراعية لأَطْهَرَ بِقاعِ الأرضِ وأشرفَهَا، الساعية لنشر مبادِئَ دينها السَّمْحةَ، الداعية بكل صدق وشفافية للسلامِ وحفظَ الكرامةِ الإنسانيةِ، الداعمة والمنتصرة للمستضعفينَ والمحتاجينَ في كلِّ أنحاءِ العالم وعبر عقود الزمن وأعوام الرخاء والتنمية حقق الوطنُ الغالي بحنكةِ قيادتهِ المتعاقبةِ مواقف وإنجازات لافتة رسخت مكانة المملكةِ وحضورها إقليميًّا وعالميًّا، وشكلت عمقًا استراتيجيًّا محوريًّا في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، مؤكدة ثباتها على نهج سياسة جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وأبنائه البررة من بعده، محققة التوازن الإيجابي في بناء حضارتها المتمدنة على أسس ثوابتها الأصيلة. محققة بذلك لمواطنيها ما ينشدونه من تنمية شاملة، وحياة مطمئنة يسودها الأمن والرخاء. وإننا إذ نعيش هذه المرحلةِ التاريخيةِ من مسيرةِ الوطنِ، فإننا ننعم بعَهد ميمون، يقود زمام شؤون البلاد فيه بالحلمِ والحزمِ والعزم خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله تعالى-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله تعالى. وتبقى مملكتنا الغالية شامخة البنيان، عصية على كل ناقص، أو ضال يحاول المساس بمكانتها أو ذرة من ترابها، فإن لها مع هؤلاء مواقف حازمة راسخة، أعطت العالم فيها دروسًا من التعامل النوعي مع الأزمات، وكيف تحارب عصابات الشر والإرهاب، وكيف تخرس ألسنة الحاقدين والحاسدين، وإن ما يتحقق من نجاحات بفضل الله تالى على أرض الواقع خير شاهد على عمق الخبرة لدى مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية.
ويعود يومُ الوطنِ وعلى حدودهِ الأبيةِ وفي حناياه الوارفة رجالٌ صدقوا العهد، فمنهم من مضى شَهيدًا بِإذنهِ تعالى، ومنهم من بقي بطلاً وفيًّا يَضربُ بتضحيتِهِ وتفانيهِ أروعَ صورِ البطولةِ والفداء، دُعاؤُنا الصادقُ لهم أَنْ يَتقبلَ الله الشهداءَ، ويشفي المصابينَ، ويحفظَ حُراسَ الوطن، ويَمدَّهمْ بِنصرهِ المبين. وبِاسمِ جامعةِ الملكِ فيصل نَزُفُّ للقيادةِ الحكيمةِ أسمَى التَّهاني بمناسبةِ اليومِ الوطنيِّ، حَفَظَ اللهُ لنَا وليَّ أمرِنَا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ، وسموَّ وليِّ عهدِهِ الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وحكومتَنَا الرشيدةَ، والشعبَ السعوديَّ الوفيَّ، وكلَّ عامٍ ووطنُنَا بألفِ خير.
د. عبدالعزيز بن جمال الساعاتي - مدير جامعة الملك فيصل