إن احتفال المملكة العربية السعودية الشقيقة هذا العام بذكرى يومها الوطني الـ86 يأتي في وقت تتواصل فيه مسيرة الإنجازات بثبات على دروب التنمية والتطور باتجاه رؤية 2030 الواعدة نحو المزيد من الرخاء والازدهار والتي ستنعكس بصورة إيجابية على دول مجلس التعاون الخليجي. هذه الذكرى المباركة تتجدد في وقت تؤكد فيه المملكة حضورها ودورها الريادي في الساحات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية كعضو فاعل ومؤثر في المجتمع الدولي بفضل ما أنعم الله به عليها من قيادة حكيمة والتفاف الشعب المخلص حول قيادته. وإن ما تقوم به المملكة من دور مهم وبارز في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة حتى أصبحت ركيزة أساسية من ركائز منظومة العمل الإقليمي والدولي لحفظ السلام والاستقرار في هذا الجزء الحيوي من العالم. فالمملكة تقوم بدور قيادي في قيادتها للتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن الشقيق والذي تسنده الجهود الإغاثية الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في سبيل التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها بلادهم حالياً.وإن للملكة دوراً رائداً في خدمة الإسلام والمسلمين ولاسيما في خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما إضافة إلى المشاريع التطويرية التي تشهدهما مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، والتي لمس ضيوف الرحمن أثرها في تيسير مناسك الحج هذا العام بصورة غير مسبوقة تستحق الإشادة والتقدير. وأرفع أحر التهاني وأصدق التبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظهم الله-. وأتقدم بالتهاني أيضاً إلى جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والحكومة السعودية والشعب السعودي الشقيق متمنياً لهم ولبلادهم دوام التقدم والرخاء والازدهار. إن الكويت والسعودية تعملان على تثبيت الأمن والاستقرار بالمنطقة وتتعاملان مع المتغيرات المتسارعة بكل حكمة وبعد نظر بالتنسيق مع شقيقاتهما في دول مجلس التعاون الخليجي بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظهم الله-. إنلتعاون القائم بين البلدين والذي يتم بوتائر عالية في كافة المجالات خصوصاً في المجال الأمني من خلال التنسيق وتبادل المعلومات في مجال التصدي ومكافحة المخططات والأنشطة الإرهابية والجرائم العابرة للحدود وتهريب المخدرات. فالعلاقة بين البلدين متجذرة وتاريخية وأثبتت المواقف مدى التلاحم المصيري بين الدولتين قيادة وشعباً، وأن البيت الكويتي والسعودي تكوين أسري واحد وأنساب مترابطة لا تفصلها حدود وجوازات، ونشعر في الكويت أن المملكة أرض الجذور وسلامتها من سلامتنا وأمننا واحد لا يتجزأ وخيرها خيرنا، فقلوب الكويت سعودية والعكس صحيح في السراء والضراء وعلاقة البلدين خط أحمر لا تقبل المساومة وليست محل شك.
الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح - سفير دولة الكويت بالرياض