يطيب لي في الذكرى الـ86 لليوم الوطني المجيد، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات باسم دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله - ولمواطني المملكة العربية السعودية الشقيقة.
إن هذه الذكرى المجيدة تمر على المملكة، وهي تنعم بمسيرة تنموية حديثة لتحقق أحلام مواطنيها على أرضهم، من خلال إنجاز مشاريع عملاقة وتنفيذ خطط طموحة وتنمية شاملة وقفزات نوعية، ترسخها أفكار القيادة وتدعمها جهود المواطنين. ويأتي طرح (رؤية المملكة 2030) دليلاً بارزاً على السعي نحو التقدم والرفاهية التي تشهدها بلاد الحرمين الشريفين - حفظها الله -.
وعند الحديث عن العلاقات الثنائية التي تجمع بين بلدينا الشقيقين، فإننا ندرك تماماً حرص قيادتي البلدين، ممثلة بسيدي رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - وحرصهما الأكيد على مواصلة تعزيزها وتقدمها في مختلف المجالات، وذلك انطلاقاً من أهمية هذه العلاقات ودورها في دعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، ودفعه نحو كل ما يحقق طموحات وتطلعات قادة ومواطني دول مجلس التعاون.
وتطل ذكرى اليوم الوطني هذا العام في وقت يشهد فيه كلا البلدين الشقيقين تقارباً نوعياً في الرؤى والمواقف، وتحقق قفزات نوعية كبيرة ملحوظة على مستوى التشاور والتعاون والتنسيق في كافة المجالات، وتلاقي استحساناً كبيراً ودعماً من مواطني البلدين، ما يترك أثره الإيجابي على كافة المستويات.
ويأتي التحول النوعي في العلاقات الإماراتية السعودية، بما يتضمنه ذلك من تنسيق متواصل بين البلدين، وذلك ترجمة للرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، والتي تقوم على الارتقاء بهذه العلاقات والوصول بها إلى آفاق أرحب وأكثر أماناً واستقراراً لمواجهة التحديات المشتركة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك، بما يعود بالخير على مواطني البلدين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
إن التطور في العلاقات المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية يشكّل استمراراً وتجسيداً فعلياً للعلاقات التاريخية الراسخة بين الشعبين الشقيقين، والمبنية على أسس التفاهم المشترك ومبادئ حسن الجوار، والموروث الثقافي والتاريخي، والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة، وهو ما دأبت القيادة الإماراتية على تأكيده في مختلف المناسبات، حيث يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: إن العلاقات الإماراتية - السعودية تجسيدٌ واضحٌ لمعاني الأخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة، ويأتي تشكيل مجلس التنسيق الإماراتي - السعودي المشترك ترجمةً لهذه الرؤية الاستراتيجية الطموحة.
نسأل الله للمملكة العربية السعودية الشقيقة مزيداً من التقدم والتنمية والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، متمنين للمملكة قيادة وشعباً مزيداً من الرخاء والتقدم والاستقرار، وأن يديم الله نعمة الأمن والأمان على بلَدينا وعلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
محمد سعيد الظاهري - سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرياض