«الجزيرة» - عبدالله الرفيدي:
في الأهلي فراغ إداري واختيار خاطئ للمدرب، وفي الثلاث سنوات الماضية، حدثت هناك الكثير من الصعوبات والأخطاء في اختيار الإدارة والمدرب وظهر جلياً الارتجال في مسألة اختيار المدرب عندما تم جلب بيريرا الذي أوقع الفريق في مأزق حقيقي بالغربلة وطرد لاعبين مؤثرين وإحضار أجانب سيئين. ومن المؤسف أن الإدارة حزنت كثيرا لرحيله، لا أدري كيف تفكر إدارة فهد بن خالد ذلك الوقت مع وضع مدرب فاشل. بعد ذلك تم التعاقد مع جروس، واستمرت معاناة الفريق واكتشفت الإدارة أن المشكلة تكمن في الاختيار الصحيح لمدير للفريق، فجاء طارق كيال، والملفت أن الأخير لم يوافق إلا بعد جولة من النقاش والشروط. لماذا حدث ذلك. هذا يعني أن هناك أزمة إدارة حقيقية، وهناك إخفاء لحقيقة مرة، مفادها أن هناك مجموعة مسيطرة لا تقبل بالمشاركة في القرار أو إعطاء فرصة للمخلصين أو اختيار المناسب في قيادة الفريق إدارياً وفنياً. ولولا الله ثم وجود طارق كيال الذي كان يدرك هذه المشكلة لما تحققت إنجازات الأهلي الثلاثة. وفي هذا الموسم عاد النادي إلى نقطة البداية والسقوط في العشوائية والضعف، حيث تم اختيار المدرب جوميز الذي أحضر مساعده شادي أبو هشهش، دون التفكير أنه مستجد ولا يرقى لمستوى «الملكي». واختيار حسام أبو داود مديراً للفريق. وفوق هذا معسكر إعدادي مكلف في إسبانيا وقطر لم تقم به أندية أخرى، والتوقيع مع لاعب مهاري مثل عبدالفتاح عسيري الذي حرص على التمرين ورفع المستوى اللياقي لديه، والنتيجة كانت مفجعة حتى الآن، ومن الخطأ القول إنه جوميز مدرب جديد على الفريق ولم يعتد على أسلوبه، وقد ظهرت المشكلة في مباراة الشباب حيث لم يشرك عبدالفتاح وعبد الشافي وأصر على بقاء اللاعب فتفا الذي يخيل إليه أنه يلعب في أحد شوارع اليونان، وكان بالإمكان حل المشكلة في الوقت المناسب وإخراج منصور الحربي وفيتفا وإشراك عبدالشافي والعسيري، والذي من شأنه أن يعيد للفريق قوته، لكن للأسف، استمر الفشل.
وماذا كان يدور في دكة الاحتياط.؟
لقد شاهدنا مدربا صامتا غارقا في تبرير فشله، ومساعده أبو هشهش لم يتحرك من كرسيه كما كان يفعل في التعاون، وكان مثار إعجابنا لنشاطه وتشجيعه للاعبين، والسبب طبعا أنه لا يستطيع أن يوجه لاعبين هم يعتقدون أنهم أفضل منه وأرفع درجة. وأيضا في آخر كرسي يتربع الكابتن حسام أبو داود الذي يغشاه الخوف من التدخل والحديث مع المدرب، ولا يهمه أبدا ما يحدث، ولسان حاله يقول «مالي ومال المشاكل».
ومن المؤسف أن نعلم أنه لا يوجد أحد من مجلس الإدارة، فالجميع غائب عن المشهد.
إذا كيف نتدارك الأمر.؟
الأمر لا يحتاج فلسفة، فلو كان عبدالشافي خلف المؤشر وعبدالفتاح أمام عقيل بالغيث وإبقاء فيتفا على دكة الاحتياط، وإلزام لاعبي الوسط بمساندة الدفاع والتحرك كتلة واحدة، ويخرج حسام عن صمته ويوجه اللاعبين وإرغام المدرب على التوجيه. ولعلي أقول إنه كان بالإمكان الحفاظ على الكيمياء والانسجام بين شيفو والمؤشر وخلق جهة يمنى مرعبة بمستوى اليسرى ما بين عقيل النشط وعسيري المميز، وأيضا حل مشكلة الوسط في صناعة الهجمة، وبذلك نوجد خطوط فاعلة وضاربة في كل موقع من الملعب. وكنا نعلم أن الأهلي يعاني من الجهة اليمنى وصناعة الهجمة ومساندة الدفاع من الوسط، وحقيقة لم يقم المدرب بحل هذا الوضع خلال فترة الإعداد الطويلة.
وبعد مباراة الاتحاد يجب الدخول في حوار حقيقي والتنازل عن الكبرياء والاعتراف بالأخطاء التي ترتكب في الفريق بدءا من اختيار المدرب ومدير الفريق، ونزع الصلاحيات، والنزول من البرج العاجي. ويجب أن يكون هناك مصارحة لإبعاد المنتفعين والمحاربين لرجالات الأهلي المخلصين.