«الجزيرة» - رويترز:
صنفت شبكات التواصل الاجتماعي من أقوى الأدوات لمكافحة التطرف في العصر الحديث، وفقا لما أكده مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، خلال الدورة التدريبية التي عقدها المركز أخيرا في أربيل ـ إقليم كردستان العراق تحت عنوان: «وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار».
وبين فيصل بن معمر الأمين العام للمركز أنهم يعملون منذ ثلاث سنوات في سبيل تشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات باستخدام أدوات متعددة ومنها شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل على تنويع هذه الوسائل والأدوات بحكم الرغبة في مد الجسور بين القيادات الدينية وبين صانعي القرار ومحاولة تقريب المسافات والحد من الخلافات. وكذلك مكافحة التطرف وتعزيز التعايش المشترك في ضوء المواطنة المشتركة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج التدريبي يدخل ضمن مشروع عالمي أطلقه المركز بعنوان متحدون لمناهضة العنف باسم الدين ويشارك فيه قيادات دينية متنوعة تمثل جميع الأديان والثقافات المتنوعة.
وقال: «عندما نتقدم في عملنا باستخدام منصات جديدة مثل شبكات التواصل الاجتماعي فإننا نحاول أيضا الوصول إلى الشباب في كل مكان باعتبار أن هذه الفئة هم عماد المستقبل». وأضاف: «عندما قررنا عقد هذا اللقاء أكدنا على أهمية أن يكون هذا اللقاء شاملا للجميع بحيث يكون التنوع أساس لتبادل الآراء وللعيش المشترك وللنقاش حول المشتركات التي تجمع بيننا».
ويرى ابن معمر أن هذا البرنامج يطلق تحت مظلة مبادرة كبيرة يقوم عليها المركز تحت عنوان «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين» لأن الذي حصل في كثير من مناطق العالم أن هناك الكثير من العمليات المتطرفة و الإرهابية ارتكبت باسم الدين والدين منها براء فيجب علينا أن نتكاتف في سبيل عدم ربط أي عنف أو تطرف أو إرهاب بأي دين كان.
وأشار الأمين العام للمركز إن هذا البرنامج التدريبي انطلق من أكثر من عام، وقد حرصنا من خلال البرنامج أن نطوف عدة عواصم ومناطق في العالم العربي من اجل إتاحة الفرصة للاستماع إلى الآراء وللمناقشة ولتقديم خبرات المركز في مجال الحوار وتنمية مهارات الحوار و الاتصال.
ووجه ابن معمر الشكر لجميع المشاركين والمشاركات من العراق الشقيق للمشاركة في هذا اللقاء، كما قدم الشكر إلى كل من ساهم في إقليم كردستان العراق من الذين قدموا كل التسهيلات الممكنة في سبيل إقامة هذا اللقاء في اربيل، وكذلك للخبراء الذين يقومون على التدريب.
هذا وقد قدم في جلسة افتتاح الورشة التي تعد الأولى التي تعقد في العراق والثالثة على مستوى المنطقة كبير المستشارين في المركز الدكتور محمد أبو نمر عرضا شاملا عن أنشطة المركز وحيثيات انطلاق البرنامج وأهدافه. بعد ذلك عقدت جلسة لتوضيح مفاهيم الحوار بشكل عام والحوار بين أتباع الأديان بشكل خاص وبيان أهميتهما وتسليط الضوء على الممارسات الناجحة في الحوار ونماذجه كعملية لبناء السلام في المجتمع وكيفية تطور الصور النمطية والتحزبية ضد الآخر وكذلك مبادىء الحوار وتوصيات من أجل العمل على نشر ثقافة الحوار.