في كل عام تطل علينا ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الغالية لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه المملكة العربية السعودية حيث تعيش بلادنا هذه الأيام أجواء (ذكرى اليوم الوطني السادسة والثمانين) وهي مناسبة ترسم للأجيال تاريخ الوطن التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة بعد التفرق، والتطور بعد التخلف، حتى اصبحت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تميزت بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب وحياة حتى أصبحت ملاذاً آمناً لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، كما أولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وسخرت كافة إمكانياتها في سبيل إعمارهما وتوسعتهما لتأمين راحة وأمن الحجاج والمعتمرين والزائرين .
ولقد حرصت الدولة الرشيدة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الوطن والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة حيث انتشرت المدارس والمعاهد والجامعات وشيدت المباني الضخمه التي تضاهي أكبر دول العالم، فعم الوطن نموا في كافة المجالات الأمنية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والصناعية والعمرانية والصحية والزراعية واستخدام أحدث التقنيات، وفتح برنامج الابتعاث لجميع الطلاب والطالبات للرفع من المستوى التعليمي والثقافي لأبناء الوطن .
كما أن رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى تنوع الدخل نقلت المملكة اقتصادياً إلى مصاف الدول المتقدمة.. إنها مناسبة وطنية غالية نغرس من خلالها في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعرون بالفخر والعزة ونزرع في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز - رحمهالله - ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة لكي يستمر العطاء جيلاً بعد جيل .
وبهذه المناسبة العظيمة يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام والدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي الوفي.
سائلاً الله أن يعيد هذه المناسبة على وطننا وحكومتنا وشعبنا بالخير والرخاء والأمن والاستقرار وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن ينصر جنودنا البواسل المرابطين على الثغور وفي حدود الوطن .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لواء/ سعد بن حسن الجباري - قائد قوات امن المنشآت