د. فهد صالح عبدالله السلطان
وصلتني رسالة من الأستاذ فهد بن عبد الرحمن اليحيى، هذا نصها:
«لماذا لا يستثمر السعوديون في سوق الأسهم؟
مكررات الربحية أصبحت جيدة، أسعار بعض الأسهم كسرت سعر الاكتتاب وخصوصاً الإسمنتيات، وأصبح هناك هامش ربحي جيد وعائد على السهم يُوازي أو يزيد على العائد من العقار، ومع ذلك الكثير لا يقبل على الدخول في السوق رغم جزمه بأن السوق مغرٍ ومربح.. لكن الكثير يعزف عن سوق الأسهم لأسباب عدة منها:
1 - قد تربح في بداية الأمر ولكن في النهاية وفي وقت وجيز قد تخسر كل مكاسبك.
2 - الأسهم القيادية (سابك - اتصالات - بنوك) تُراوح مكانها وتنزل بحدة في التصحيح والأزمات المالية.
وبداية أعترف للأستاذ فهد وللقراء الكرام بأنني لا أعرف الكثير عن السوق، ولا أملك القدرة على تحليل تقلباته.. ولكنني أقول إنه لو كان لي من الأمر شيء لمنعت دخول الشباب إلى السوق المالية حتى عمر الخمسين باستثناء مَنْ هم على رأس العمل.. ذاك لأننا نعيش في بيئة اقتصادية مليئة بالفرص الاستثمارية ولا تحتاج لأكثر من إقدام المبادرين من الشباب والشابات.
سوق الأسهم بالنسبة للشباب مخدر اقتصادي يحد من نشاطهم ويكرّس الاعتمادية والدعة والكسل لديهم ويقضي على روح المبادرة والإقدام والنشاط، ويحول بينهم وبين اكتساب الخبرة والتجربة. هناك أعمال وفرص اقتصادية عديدة تتوفر في بيئة العمل السعودية الحالية، وهناك فرص جديدة ستظهر خلال الأعوام القلية القادمة معظمها يتعلق بالتجارة الإلكترونية وبيئتها هي الإبداع والابتكار والتجديد.
أعمال عديدة جديدة في بيئة الأعمال لا تحتاج إلى عقار ولا إلى موقع جغرافي، تستخدم الفضاء الرحب (النت) الذي لا يملكه أحد كما أشرنا إليه في المقالين السابقين، وهي أيضاً لا تحتاج إلى رأس مال كبير. كل ما يتطلبه الأمر هو قراءة جادة لبيئة العمل الجديدة (المحيط الأزرق) والتعرف على الدرر الكامنة والواعدة فيها وتبني روح المبادرة والإقدام والعزيمة. هنا تكمن الفرص وتظهر القيمة المضافة وتتعزز التجربة لدى جيل الشباب.
والله الهادي إلى سواء السبيل.