أحمد محمد الطويان
لم نتحدث طوال السنوات الماضية عن ما يُمكن تسميته المذهب الخميني، هنا أقول لم نتعمق في فكر رجل الدين الإرهابي الذي أراد أن يحكم دولة عريقة بمنهج متطرف أعطاه قداسة مصطنعة، وغرس في فمه المدمم ناباً من ثورة وناباً من إرهاب.. المؤكد لا يمكننا عندما نستعرض سيّر عتاة المجرمين وكبار الإرهابيين أن نتجاهل رجل دين من أصول هندية ولوالده صلة مشبوهة بمستعمري بلاده، خلق حالة ثورية زايدت على الثوريين وسرقت آمال الشباب، وأرهبت الجيران، وأرهقت الشعب.. إنه المسمى «روح الله الخميني».. وللخمينية في خليجنا العربي بصمات إرهابية لن ينساها التاريخ، ولن يطويها الزمن.. لبس التشيُّع وأغوى شيعته، ومارس أبشع الجرائم باسم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلي والحسين رضوان الله عليهم.. علّم رجال الدين فن الخداع، وأسرف في ابتكار الخرافات وابتداع ما لا يُصدق ولا يمكن لعقل استيعابه، وحلل شهواته المريضة، ومنع ما يتطلب للقيام به إخلاص في العبادة واحتمال للشدة.
برر وسائله الخبيثة بغاياته الأخبث، وجعل الخبث سمة دولة لم تتعدَ مراحل التكوين الأولى في عُرف الدول، وأبقاها ثورة مشتعلة يتعبد إلى الله في توقدها! زاعماً أمام حشود المغيبين والمخدوعين وحتى المرغمين من أتباعه بأنه نائب المهدي المنتظر، وأنه وكيل الله في الأرض، ومن يخالفه سيخلد في جهنم!!
كون نظام الثورة في 1979 وكان هدفه الرئيس إشعال الخليج العربي، ولا يعتبر غير العرب عدواً، حتى إسرائيل التي جعلها الشماعة في كل ممارساته الإرهابية.. في «الخمينية» لا احترام للشرعية، ولا حرمة للقانون، الهدف الرئيس السيطرة جغرافياً وسياسياً على مناطق التأثير، عمل هذا النظام على أن تكون له حدود أو وجود مع أو في كل دولة عربية، ومن المنامة وحتى نواكشوط.. وتلاعب في أفريقيا محاولاً جذبها تحت العباءة «المقدسة».. وحتى في شبه القارة الهندية حرّك وتحرّك، والهدف البعيد هو السيطرة والتمكن وإحراج السعودية.
ما لم يكن في الحسبان هو نهوض السعودية مطلع 2015 وبعثرتها لأوراق إيران.. واستعادتها لمواقع التأثير من الشرق إلى الغرب، وتصديها بشجاعة وإقدام لكل ألاعيب القادة الخمينيين، ومن يحاول الدفاع عن النظام الخميني المنحرف، يلصق في السعودية صفة «رعاية الإرهاب».. والإرهاب لم تعرفه المنطقة في عهدها الحديث إلا من خلال الحرس الثوري ومليشياته واستخباراته.. ومكاتب الحرس الثوري في دمشق كانت وما زالت المنسق الرئيس للجماعات الإرهابية، وليس من وقت قريب بل منذ الثمانينيات، وهي التي كانت تدير الجماعات في العراق والعمليات في السعودية أوائل القرن الحالي.. أدوار إيران حتى الإعلام المضاد، أكثر كذباً وتزويراً وخبثاً مما نظن.. إرهاب الدولة وجنون الثورة، والتمادي غير الأخلاقي في كل الشؤون.
علينا بلا شك أن لا نترك ثغرة لعدو متربص، وأن نحشد طاقاتنا ونواجه.. ولأن بيتنا من فولاذ يجب أن لا نكترث كثيراً بالطوب، وربما علينا أن نفكر جدياً بتحطيم بيت الزجاج الذي يسكنه إرهاب الخميني.. ومن يعوّلون كثيراً على حكمة السعودية، يجب أن يعرفوا بأن للصبر حدوداً وللحكمة سيوفاً رمت أغمادها.