حمد بن عبدالله القاضي
إلى وقت قريب كانت المشاريع تطرح بالبلايين حتى كدنا ننسى طرح مشاريع بالملايين!
الآن بدأ الأمر يتغير بعد تغير الأوضاع الاقتصادية.
فقد بدأت مرحلة ضبط الإنفاق، بل وترشيده!
كثيراً ما قرأنا ونقرأ عن مشروعات في الخارج مماثلة لمشاريعنا ونجدها تقل تكلفتها كثيراً عن تكلفة مشاريعنا.
لن أقول هذا بسبب الفساد وإن كان أحد الأسباب لدى بعض الجهات وليس كلها، لكن السبب الأول في تقديري هو: مبالغة الشركات سواء الوطنية أو العالمية بوضع مبالغ «بليونية» لمشروعاتنا من منطلق أننا أرض النفط ورؤيتهم الموافقة على قبول عروضهم بأي مبلغ!
الآن تغير الموضوع وكان يفترض أن توجه الجهات الطارحة للمشاريع في قبول العروض بالبحث والتقصي والدقيق بعروض الشركات حسب التقديرات الفعلية، وقياسها -وهذا هو المهم- على تكلفة مثل هذه المشروعات في الدول الأخرى!
عندها ستدرك شركات المقاولات أن هذا الوطن ليس «بقرة حلوب» وأن نظرتهم لنا بعين نفطية يجب أن تتغير وبخاصة بعد أن أصبح التوجه الاقتصادي ألاَّ يكون اعتمادنا في ناتجنا الاقتصادي على «النفط» فقط بعد أن أدركنا أن هذا «السائل الأسود» لن يستمر «فما يوم من أيام الربيع بدايم» كما يقول مثلنا الشعبي الصادق.
=2=
يذهب النقد غير البناء ويبقى منجز النماء
أي شخص سواء كان مسؤولاً أو غيره عندما يكون واثقاً من عمله ومنجزاً في عطائه ثم يطالع نقداً غير موضوعي أو شخصي فإنه عندها لن يلتفت لمثل هذا النقد الذي باعثه الإثارة والهوى بل سيسير وسيستمر -بكل عزيمة- لتحقيق رسالته الوطنية نحو نماء وطنه، وخدمة مواطنيه، ولن يَثْنه النقد غير البناء أو النيل منه كشخص وحتى التجريح عن مواصلة الإنجاز وأداء الأمانة الموكلة إليه.
ولكل مخلص قدوة بخير البشر الرسول صلى عليه وسلم فقد قيل عنه: ساحر ومجنون وكاهن ولكن لأنه موقن أنه على الحق بلّغ رسالته ونشرها ولم تزده مثل هذه الأوصاف البذيئة إلا عزيمة وإصراراً، حتى نصره الله ودخل الناس في دين رسالته أفواجاً.
دوماً لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى سوى الإنجاز والعطاء الذي يُذكر به الإنسان بعد مغادرته كرسيّ المسؤولية!
=3=
آخر الجداول
للشاعر يحيى توفيق:
(على وطني أوقدت روحي
وأوقدتها حباً يضيء ومجمرا
وأفنيت فيه العمر أفديه عاشقاً
وعانقته صخراً وقبلته ثرى)