«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهت علاقة اللاعب الكبير والنجم الخلوق سعود كريري مع فريق الهلال بعد ثلاثة مواسم، كان فيها كريري أحد اللاعبين المهمين والمميزين على خارطة الفريق الأزرق، وحاول جاهدًا مساعدة الهلال في تخطي أزمته التي مر بها قبل ثلاثة مواسم، وقد نجح مع بقية زملائه حينما حققوا قبل موسمين كأس خادم الحرمين الشريفين من أمام النصر، ثم بطولة السوبر من أمام الفريق نفسه، ثم لقب بطولة ولي العهد من أمام الأهلي الموسم الماضي.
ثلاث بطولات حققها كريري مع فريق الهلال في أقل من ثلاثة مواسم، وهذه تحسب في سِجل كريري الذي حينما غادر الهلال قال «عشت مع الهلال سنتين ونصف السنة وكأني عشت كل عمري فيه. إنها أجمل أيامي». هنا تتضح بيئة الهلال الجيدة، وهنا يتضح معدن اللاعبين الكبار!!
كريري الذي يبلغ من العمر 36 عامًا كان رحيله من الهلال لا بد منه؛ فالمركز الذي يشغله يوجد فيه حاليًا أكثر من ستة لاعبين، بعضهم من اللاعبين الشباب الذين يستحقون الدعم والمؤازرة والزج بهم لامتلاك الخبرة، وهذا الأمر قد يكون سبب رحيل كريري عن الهلال.
الجمهور الهلالي حينما سمع بخير رحيل كريري من الهلال عن طريق «صحيفة الجزيرة» بادر بشكر اللاعب الكبير «فنًّا وأخلاقًا»، وتذكر كل ما قدمه مع الهلال في ثلاثة مواسم؛ إذ كان مخلصًا ومؤدبًا ولاعبًا كبيرًا بما تعنيه هذه الكلمة.
بقي أن نقول: الجمهور الهلالي غير العاطفي أشار إلى أنه كما رحل سعود كريري يجب أن يرحل أقرانه من اللاعبين الكبار في السن، الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه للهلال، بل إن وجودهم أصبح عبئًا على الفريق، واستمرارهم سيمحو شيئًا فشيئًا تاريخهم الكبير.
إننا إذ نعلم بأن اعتزال كرة القدم صعب على كل اللاعبين، ويكون أصعب على النجوم، إلا أنه لا بد منه، وإن جاء واللاعب في أجمل مستوياته يكون أفضل للاعب وللجمهور والنادي، وإن طال حتى يصرخ الجمهور ويطالب بإبعادهم أو اعتزالهم فهذه مرحلة متقدمة، لا نتمنى أن يصل لها النجوم الكبار من أمثال المحبوب محمد الشلهوب والقائد ياسر القحطاني؛ فهذان النجمان قدما كل ما يملكان، وحان وقت رحيلهما، فما يقدمانه الآن لا يُشعر المتابع الهلالي العقلاني بأنهما يملكان شيئًا قد يفيد الهلال في مرحلة جديدة، عنوانها الشباب، والشباب فقط!!