سعد الدوسري
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قصة «بلاش بربرة»، بشكل واسع، وأدلى كل فئات المجتمع بآرائهم، حول المراسلات التي تمت بين رئيس ومرؤوس، وكلاهما من العيار الثقيل جداً، مما جعل القضية تحطّم الأرقام القياسية في المتابعة، كونها مسّتْ المال العام وسبل إنفاقه.
في رأيي أن هذه «البربرة»، كشفت مستوراً مهماً؛
- هل هناك من يملك الصلاحية المطلقة في تحديد ما يتم إنفاقه، وما لا يتم إنفاقه؟! هل يحق لأحد أن يعترض على صاحب هذه الصلاحية؟! وإذا اعترض، ما هو الإجراء القانوني الذي يجب أن يُتخذ بحقه؟!
نحن أمام حالة مثيرة للاهتمام، فالرئيس وجّه المرؤوس بالصرف، كما كان متبعاً في السنوات الماضية. من جهته، أوضح المرؤوس أنه إذا تم الصرف، فإن الإجراء سيكون مخالفاً للأنظمة؛ مع من الحق إذاً؟! مع الرئيس الذي يريد أن يسير على نفس النهج السابق، أو مع المرؤوس الذي يصر على عدم نظامية هذا النهج؟!
من هنا، فإن هذه «البربرة» فضحت ممارسة سابقة غير نظامية، دون أن يتخذ بحقها أي إجراء من الجهات الرقابية. وهذا الفضح، سيجعلنا نتساءل عن ممارسات مشابهة في قطاعات أخرى. من جهة ثانية، فإن هذه «البربرة» ستعطي درساً لكل المسؤولين، لكي يتعاملوا مع مرؤوسيهم، بلغة حضارية وبأسلوب راق، يليق بالموقع الحساس الذي يتبوأونه، والذي تتسلط عليه الأضواء الكاشفة، من داخل الموقع ومن خارجه.