فهد بن جليد
يوماً بعد آخر تؤكد لنا وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية يقظة، ومستعدة - بكفاءة عالية - لمواجهة كل خطر يهدد أمن وسلامة بلادنا، لذا يُمكن قراءة إحباط أربع عمليات إرهابية جديدة، وتفكيك الشبكة العنقودية المُكلفة بتنفيذها، والقبض على المتورطين في هذه الأعمال المُرتبطة بمُخططات (داعش)، كدلالة جديدة تبعث على الطمأنينة والارتياح، وتؤكد أن خطط مواجهة الإرهاب فاعلة، وقادرة، وناجحة، ومُثمرة، وهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز بمُقدراتنا الأمنية التي تشكل رأس الحربة في مواجهة التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم؟!.
أساليب التنظيم (الخداعية) وحيله لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة تستهدف المملكة، بطُرق وخطط مُلتوية ومُعقدة، باتت فاشلة وغير فاعلة في الداخل السعودي، وهي تدل على تضاؤل وتراجع قدرة وتأثير التنظيمات الإرهابية - داعش خصوصاً - على جذب المزيد من المُتعاطفين، بفضل ظهور رجال الأمن في الموعد - للتصدِّي الاستباقي - النوعي، وإفشال كل هذه المُخططات، وفضح أهداف الجماعات والتنظيمات الإرهابية أمام الرأي العام السعودي والدولي بشفافية، وأنها ليست سوى أدوات في أيدي دول تدعم الإرهاب، وأجهزة استخبارات تستهدف (قبلة المسلمين)، وبلاد الحرمين الشريفين وشعبها، لبث الفُرقة والدمار، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد؟!.
تنظيم (داعش) فقد قدرته العملية على تنظيم عمل إرهابي داخل المملكة، بفضل نجاح ويقظة رجال الأمن الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في طُرق المواجهة لكشف وإبطال مثل هذه المُخططات، لذا هو يحاول تسجيل حضوره بأي (عمل تخريبي)، فقط حتى يظهر للعالم وكأنّه حاضر ومتواجد في الداخل السعودي، استكمالاً للمؤامرة الكبيرة التي تهدف لإلصاق الإرهاب (بالسعوديين) الشعب المُسلم المُسالم، كفصل من فصول اتهام الإسلام والمسلمين بالأعمال الإرهابية!.
علينا ألا نكتفي (بالتصفيق فقط) لنجاحات وزارة الداخلية التي تستحق التصفيق والإشادة، بل يجب أن نُشارك بفعالية في هذا العمل المضني والشاق والدؤوب لحماية بلادنا ومُقدساتنا، وبمُختلف مؤسسات ومُكونات المُجتمع المدني السعودي الأخرى مثل (الأسرة، المدرسة، المسجد، الجيران،الإعلام، وغيرها) للمُساندة والتحرك بذات السرعة واليقظة التي تعمل بها الأجهزة الأمنية، حتى تتناغم وتنجح جهود (المواجهة الشاملة) للقضاء على هذا الفكر المُتطرف؟!.
حفظ الله بلادنا، ووفق رجال أمننا المُخلصين.
وعلى دروب الخير نلتقي.