يوسف المحيميد
لاشك أننا أمام رؤية المملكة 2030 بكل ما فيها من قفزات طموحة اقتصاديا واجتماعيا، نعيش تحديا كبيرا، ليس على مستوى الخارج، والعلاقات الاقتصادية مع الدول فحسب، وكيفية تقديم خططنا للعام 2030، لأن ذلك قمنا به، وما زلنا نقوم به منذ إطلاقها، على مستويات الوفود السياسية والاقتصادية والإعلامية رفيعة المستوى، حتى أصبحت كثير من دول العالم تسعى إلى زيارة المملكة، لتناقش عقد شراكات متنوعة، يمكن أن تنعكس على مستقبلنا الاقتصادي قريبًا بإذن الله.
ومن أبرز مرتكزات هذه الرؤية يأتي الإنسان، كعنصر أساس وفاعل في البناء والتطوير، فالموارد البشرية هي ما تراهن عليه هذه الرؤية، وما يتمتع به هذا الوطن من ارتفاع نسبة الشباب في المجتمع السعودي، يجعل الفرصة كبيرة في دعم هذا الاتجاه، بشرط أن يعمل هؤلاء بجدية لجعلها أمرًا واقعا بعد أكثر من عشر سنوات، وهذا لن يتحقق ما لم يُمنح هؤلاء الشباب الفرصة الكاملة للمشاركة في تحقيق الرؤية، وقبل ذلك تعليمهم، وتدريبهم، ورفع مهاراتهم في كافة المجالات المختلفة.
ولكي يحدث ذلك، يجب أن يتم أولاً إقناع هؤلاء الشباب بالرؤية، وإمكانية تحقيقها، بل واعتبارها تحديًّا حقيقيا لهم، وما لم يؤمنوا بها تمامًا، فلن يعملوا بإخلاص وحماس منقطع لإنجازها مرحلة تلو مرحلة، لذلك تأتي الطريقة المناسبة لإيصال هذه الرؤية بشكل صحيح، وواضح، ومبسط لهم، وجعلها درسًا يوميًا لهم، سواء من خلال الإعلام التقليدي، أو الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، أو من خلال مدارس مراحل التعليم العام، والجامعات، وما شابه ذلك.
ولعل هذه الأخيرة، أعني مدارس التعليم العام، هي الأهم، فمن خلالها يمكن استيعاب الرؤية بشكل مبسط، وممتع، ومحفز للتفكير والنقاش، سواء عن طريق الأنشطة اللا صفية، أو غيرها، وبوسائل حديثة ومشوقة ومتطورة، بحيث لا نكرر أخطائنا، كما فعلنا بمحاولة تكريس «الوطنية» من خلال مقرر دراسي جاف، لم يضف شيئا، فهذه الرؤية المتطورة في طموحها، يجب تقديمها بطريقة جديدة ومميزة، تليق بها، وبمضمونها الجديد.