سعد الدوسري
قبيل الذكرى الـ15 لهجمات سبتمبر، أعلن الكونجرس الأمريكي، أن لا علاقة للمملكة أو مسؤوليها بالتخطيط أو التمويل لهذه الجريمة. وتوقعنا أن إعلامنا الرسمي أو الممول من قبل مؤسساتنا، سيستغل هذا الإعلان لتصحيح الصورة التي نسفها الإعلام الأمريكي، عقب هذه الأحداث المشؤومة، لكن هذا لم يحدث. وقال بعضنا، ربما ستكون هناك حملة في الطريق، فالإعلان جاء مفاجئاً للجميع، ولكن لم تكن هناك حملة. المتفائلون منا، ظنوا أن حلول الذكرى الـ15 للهجوم على مبنى التجارة العالمي، قد يكون التوقيت الأمثل للجهود الإعلامية السعودية التي ستستغل تقرير التبرئة، لاستعادة ماء الوجه المهدر على صفحات وشاشات الإعلام الغربي. لكن الذكرى مرت، دون أي استغلال.
على أحد أن يتحمل مسؤولية هذا التقصير، وعلينا، عبر أية جهة رسمية، استجوابه عن الأسباب، فالصورة البشعة التي وضعنا فيها الإعلام الغربي عامة، والأمريكي خاصة، طيلة الـ15 سنة الماضية، كان لا بد أن يعاد تشكيلها، باستغلال تقرير التبرئة الصادر من الكونجرس. وكانت الذكرى السنوية هي التوقيت الأفضل، الذي كان من المفروض الوصول من خلالها للمواطن الأمريكي والأوروبي، والحديث بلغته عن حجم الظلم الواقع على المملكة ومواطنيها، وهو ظلم يوازي الظلم الذي وقع على ضحايا الهجمات وعلى ذويهم.
اليوم، الإعلام هو السلاح الأخطر، وهو لا يحتاج أموالاً طائلة، بل إلى عقولٍ احترافية، تعرف ماذا يجري وماذا سيجري.