سلطان المهوس
كثيرة هي المواضيع التي حفلت بها الأيام الماضية تستحق التعليق عليها في هذه الزاوية والحقيقة أن الأمر يبدو صعب الاختيار على كاتب أسبوعي وليس يومي فالأحداث تتلاحق ولذلك اختار دائما لكم المستديم منها للفائدة ولتزامنه مع واقع الأحداث مباشرة وهو ما حفزني للكتابة اليوم عن «الكبار الجدد» انطلاقا من قراءة لحراك التغيير الفني بين الأندية المشاركة بدوري الأضواء والذي يتصاعد بوتيرة عالية تهدد بقاء الفرق التي تسمى كبيرة وتنذر بقدوم خارطة متغيرة إذا ما بقيت أدوات تلك الفرق على حالها ولم تواجه الخارطة الجديدة بشكل مختلف جذريا عن ما كان عليه الماضي.
كانت فرق الهلال والنصر والاتحاد والأهلي -تحديداً- وكذلك الشباب تملك الشخصيات الداعمة من الأمراء ورجال الأعمال وتمتلك مساحة الإعلام التلفزيوني والصحفي وكذلك الجماهيرية وتلتف المواهب للتسجيل فيها كحلم ابدي وبعد أن تم إنشاء هيئة دوري المحترفين «الرابطة» بدأت عجلة التغيير تدور مع نهوض لوسائل الإعلام الجديد ودخول تلك الأندية دائرة المتنعمين بعقود النقل التلفزيوني وبعض المستحقات الموازية وقيادتها بأفكار جديدة إضافة إلى النمو المهاري والتكنيك العالي الذي أصبح عليه جيل اليوم الذي يبحث عن اللعب داخل كل الأندية التي توفر له ما يريده.
خلال ربع ساعة هي الأخيرة من مباراة الهلال والاتفاق الأخيرة والتي انتهت بفوز مستحق للنواخذة بهدفين لهدف كان لاعبو الهلال يلاحقون لاعبي الاتفاق فقط على أمل قطع الكرة منهم رغم أن الاتفاق هو الفائز وعجزت كوكبة لاعبي الملايين عن ملاحقة لاعبي الآلاف لأن المعادلة الزمنية تغيرت ولم يعد هناك فارق فني تكنيكي كبير بين اللاعبين كما في السابق والأمر متاح لمن يشاهد اختفاء النتائج الكبيرة من الدوري ودخول أكثر من فريق موطن التنافس الشرس كان فعلها الفتح وكاد أن يفعلها التعاون العام الماضي!!
في المسابقات ذات النفس القصير تظلم القرعة الفرق الصغيرة التي تتواجه قسرا بأمر القرعة الموجهة الفرق الكبيرة ولو تم فتح القرعة دون تصنيف لذهب الكبار بمهب الريح.
اليوم ستستمتع فنيا وأنت تشاهد الاتفاق والتعاون والقادسية مثلا أكثر من استمتاعك بمشاهدة الهلال والنصر والاتحاد -مثلا-.
إنه التغيير في الخارطة والذي يمضي بهدوء دون أن تتنبه له الفرق الكبيرة والتي ما لم تعد العدة وتحترم الأمر وتلعب بأساليب أكثر احتراما للخصم فإنها ستقع فريسة سهلة خاصة وأن أدوات اللعبة اختلفت عن الماضي ولم تعد تلك الأرجل التي ترتعش من مقابلة الهلال والنصر والأهلي والاتحاد موجودة فقد ولد جيل لا طموح له سوى الفوز بأي ثمن وباحترافية مدهشة.
الأمر المؤلم أن كل ذلك التغيير الجميل لم يصل للمنتخب الأول الذي لا يزال شاحبا فنيا باعتماده على لاعبي الفرق الكبيرة فقط وإهمال «الكبار الجدد».
قبل الطبع
الحياة لا تستقيم إلا بالتغيير.