محمد البكر
ربما سمع معظمكم عن رواية «بيل ونبيل» التي كتبها الصديق والاتفاقي الأصيل نبيل المعجل. هذا النبيل لا يساوم على شيئين «الاتفاق والدمام». السؤال لماذا اخترت هذا العنوان في هذا الوقت بالذات!؟ السبب هو أنني قرأت له أجمل تغريدة تعليقاً على فوز الاتفاق وخسارة الهلال. كتب باختصار.. «اللي بعده..». هذه التغريدة التي وفر فيها على التويتر ما يقارب 130 حرفا، كانت أكثر تأثيراً من التغريدات الهستيرية التي تلت المباراة من جماهير الفريقين. طبعاً «أبو فيصل» قصد أن الاتفاق فاز على النصر وأتبعه بفوز على الهلال ويا ويل من سيأتي عليه الدور.
ذكريات الزمن الجميل التي لا أزال أفخر بها، بدأت مع الاتفاق في أول بطولة خارجية علقت عليها لناد سعودي، وكانت في الشارقة حيث نظمت بطولة الأندية العربية والتي فاز فيها الاتفاق بكوكبته الذهبية آنذاك. تذكرت تلك البطولة، وأنا أتابع الروح القتالية والمعنويات الكبيرة التي أبداها نجوم الاتفاق «الجديد» في مباراتهم أمام الهلال. وبالأخص في الربع الساعة الأخير من الشوط الثاني، والذي استمر فيه مهاجمو الاتفاق في هجومهم على مرمى الزعيم رغم أولوية الحفاظ على النتيجة.
فوز الاتفاق أو خسارته في أي مباراة أمر وارد، وإذا كانت النقاط هي الهدف المنشود لأي فريق، إلا أن عودة الروح القتالية في لقاءين أمام فريقين كبيرين كالهلال والنصر هي أكثر أهمية من الفوزين ذاتهما.
نحن هنا كرياضيين في المنطقة الشرقية ننظر لهذه العودة بسعادة وسرور، لأنها ستعيد لنا الزمن الأجمل لرياضة المنطقة عندما كان الاتفاق بطلاً محلياً وخليجياً وعربياً والقادسية بطلاً آسيوياً. ننظر لهذه العودة ونريد منها أن تشعل فتيل المنافسة والتحدي بين أندية المنطقة الاتفاق والقادسية والفتح والخليج وحتى الباطن، وأن تعيد لنا بهجة الإعلام الرياضي الذي كاد البعض أن ينسى بعض رموزه.
الاتفاقيون عاتبون على البرامج الرياضية واستوديوهات التحليل التي أعقبت مباراتهم أمام الهلال، لأنها ركزت على خسارة الهلال ونست فوز الاتفاق، وهذا حقهم حتى ولو كان الخاسر هو الهلال بشعبيته الطاغية وبتاريخه الذهبي. كل الذي أتمناه على الاتفاقيين ألا يعتقدوا أن مهمتهم انتهت بهذين الفوزين الكبيرين، فالدوري طويل ولا زلنا في بدايته.
أعود لـ«بيل» المعجل محتفظاً بالنون لوقت لاحق سيعلمه، لتهنئته بفوز فارس الدهناء، وكذلك تهنئة رواد ديوانيتي من الاتفاقيين حمد الدبيخي وزكي الصالح وعبدالله صالح والصديق الغالي خليل الزياني.
فوضى البرامج الرياضية
مباريات كرة القدم، مثلها مثل أي حدث عابر، فيها نجاح وفشل، فوز وخسارة، يفترض أن تنتهي مع صافرة الحكم.. لكنها أحياناً تصبح مثل الزلزال، له تبعات وارتدادات قد تكون أقوى من الزلزال ذاته.
وإذا كانت الزلازل وتبعاتها تقاس وتحلل وفق دراسات علمية وعبر خبراء متخصصين، تبقى تبعات مباريات كرة القدم السعودية في أيدي الكثير من المشجعين الذين تحولوا إلى خبراء ومحللين ونقاد في برامج تسمى «رياضية» بينما هي أقرب للبرامج «الشو» التي لا تخلو من الفوضى والتجاوزات وفرد العضلات. ولهذا فمن الصعب التنبؤ بمستقبل مطمئن للكرة السعودية، في ظل هذه الفوضى اللا مسؤولة التي تتسابق عليها الكثير من القنوات المحلية «الخاصة». وما يتبع ذلك من صعوبة إن لم نقل استحالة القضاء على التعصب الرياضي الأعمى والخطير الذي بات يهدد مجتمعنا السعودي، ويزرع بذور الشر والكراهية في نفوس أطفالنا وأجيالنا القادمة.
المسئولية الأخلاقية والأدبية والوطنية تقع على عاتق القائمين على هذه البرامج وتلك القنوات، فهناك فرق بين أن تشجع ناديك وتفرح لفرحه حتى لو كنت إعلامياً، وبين تقمص دور الناقد لتسيء للأندية الأخرى ومنسوبيها من لاعبين وإداريين وجماهير ورموز، كما حدث ويحدث في الإعلام الرياضي السعودي في سنواته الأخيرة. ولكم تحياتي.