في السنوات الأخيرة كانت عودة المعلمين من الإجازة لمدارسهم قبل بدء الدراسة بأسبوع. وفيه يعدون عدتهم لدراسة جادة، وكذلك تجتهد إدارات المدارس خلاله بتنظيفها، وصيانة المكيفات، وإصلاح ما تلف، وإعداد الجدول الدراسي وغيرها وبالكاد كان الأسبوع يفي بأكثر الأعمال المطلوبة حسب إمكانياتها!
وفي كل عطلة صيفية تطالعنا الصحف بتصريحات عديدة لمسؤولي وزارة التعليم وإدارات التعليم وبأخبارهم بأنهم في سباق مع الزمن وأنهم يعملون على قدم وساق لبدء سنة دراسية جادة. وقبيل بدء الدراسة تعاودنا هذه التصريحات والأخبار بأنهم جاهزون ومستعدون لاستقبال أبنائنا الطلاب لبدء سنة دراسية جادة. وهذا الظهور الإعلامي جيد يظهر اهتمامهم وحرصهم.
وأتساءل كيف أنهت الوزارة استعداداتها، والمدارس مغلقة، وإداراتها تتمتع بالإجازة؟ وقبيل إجازة العيد طلبت الوزارة من إدارات المدارس العمل في مدارسهم بضعة أيام؛ لإعدادها فهل بضعة أيام ستكفي لذلك؟
وللعلم إن الوزارة كانت توزّع كتب السنة الدراسية القادمة قبيل نهاية الفصل الثاني، وفي هذه السنة وزعتها في العطلة الصيفية بالاتصال على إدارات المدارس المغلقة لاستلامها فهل تم توزيعها كلها؟
لقد لاحظنا أن بعض إدارات المدارس تعمل خارج دوامها، وفي إجازاتها مجاناً؛ لحرصها على مصلحة طلابها.
إن تجهيز المدارس لبدء سنة دراسية جادة يجب أن ينظر إليه نظرة شاملة من جميع الأطراف: إدارات المدرسة والإشراف والتعليم، ووزارة التعليم من حيث توفير الوقت والجهد والميزانية اللازمة، وإعداد برامج صيانة ونظافة متكامل لا مركزي، ومحدد الأعمال ومفتوح الصلاحيات لجميع الأطراف، ولا يخضع للعشوائية. ومن الأفضل أن تنهي المدارس أعمال الصيانة والنظافة قبيل نهاية الفصل الدراسي الثاني بعد توزيع النتائج مباشرة، ويا حبذا لو استنسخت وزارة التعليم برامج شركة أرامكو لصيانة ونظافة المدارس التي بنتها الشركة!