ظاهرة لافتة بدأت تنتشر وتتسع لتغرق الأرصفة بمعروضات أولئك الباعة (لجميع المنتجات الزراعية)، وهذه الظاهرة الغربية وغير الحضارية نراها وقد أخذ يتسع نطاقها وينتشر مداها حتى بتنا نشاهدها الآن في معظم الشوارع الرئيسة، وقد افترش الباعة أرصفتها وضيقوها ببسطاتهم وسياراتهم ليقوموا ببيع تلك المنتجات بشكل مكشوف وتحت أشعة الشمس الحارقة وجميع ما يحمله الجو من أتربة وغبار وعوالق وما تنفثه السيارات من أبخرة وغازات، ناهيك عن المخاطر التي قد يتعرض لها أولئك الموجودون حول تلك (البسطات)، بالإضافة إلى عرقلة وإرباك الحركة المرورية لمستخدمي الطريق. فهل يقوم (مرورنا العزيز) أو البلدية بإزالة تلك الظاهرة للحيلولة دون انتشارها واتساعها وبالتالي تجنب مساوئها وتبعاتها؟
المفحطون (إخوان الشياطين)
بدأت هذه الظاهرة (المقيتة) عندنا منذ فترة ليست بالقصيرة، وكنا نأمل أن يقضى عليها في مهدها بأي علاج ناجع ورادع وبأية وسيلة حازمة وحاسمة (السجن، المصادرة، الغرامة)، ولكن الذي نشاهده هو - وبكل أسى وأسف - استفحال لهذه الظاهرة وتفاقم لها حتى أضحت وكأنها متلازمة من غرائز العبث والتمرد لدى بعض الشباب (هداهم الله). ولكي يمارس أولئك المفحطون هوايتهم (المفضلة) وينجوا من الملاحقة والعقاب أضحوا يمارسون «التفحيط» بعد منتصف الليل وقبيل الفجر حيث تخلو الشوارع ويغيب الرقيب، فلا تسمع عندئذ سوى صرير العجلات يدوي ويشق سكون الليل فيؤرق النيام والمرضى والأطفال والشيوخ في مراقدهم ويقض مضاجعهم.
التسول (مهنة وامتهان)
التسول مشهد من مشاهد الحرمان والفاقة وتعبير عن دواعي العوز والحاجة، بيد أنه في بعض الأحيان قد يتعدى ذلك ليتحول إلى مهنة من لا مهنة له، ولعل هذا ما قد يفسر أن أعداد المتسولين في ازدياد بدلاً من التضاؤل والتلاشي. ولعل ما يحز في النفس هو مرأى نسوة يتواجدن عند الإشارات وقد حملن بين أذرعهن أطفالاً رضع وأحياناً تحت وهج أشعة الشمس الحارقة يتجولن بين السيارات يستجدين أصحابها دون مراعاة لذلك الطفل الرضيع وما يكتنف ذلك من معاناة ومخاطر لذلك الطفل المحمول، ولعلنا نتساءل هنا أين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وأين جمعيات ومؤسسات البر الخيرية عن هذه المشاهد؟
أشباه المتسولين (عمالة، كناسون، معاقون)
عند وقوفك عند بعض الإشارات فلن تعدم أن ترى عمالة وافدة تتجول بين السيارات تقوم ببيع الماء وأشياء أخرى معروفة وغير معروفة، أو يهرع البعض منهم لتنظيف زجاج السيارات بدعوة أو بدون، كما ينافسها في ذلك كناسون يحرصون على التواجد قرب الإشارات تحسباً وأملاً في أن يجود عليهم بعض أصحاب المركبات، هذا بالإضافة إلى وجود نوع غريب من الأجناس الوافدة من ذوي الأعضاء المبتورة بشكل مريع، وكل هذه المظاهر تنطوي على مخاطر ومشاهد غير سوية ولا حضارية إلى جانب إرباك وتعطيل حركة السير، وهذه ظاهرة بدأت تمارس من قبل تلك العمالة الوافدة، وإذا كنا مدركين لصعوبة إجراءات تأشيرات العمل فقد يتملكنا العجب من أمر تلك الفئة (إلى جانب تلك الفئة المعاقة) مما يجعلنا نتساءل: هل قدموا لهذه البلاد لممارسة هذه المهنة ليس إلا؟!، ولماذ هذا التقاعس من الجهات المعنية في إبعادهم عن الإشارات ومن ثم فحص إقاماتهم والتأكد من هوياتهم واتخاذ إجراءات بشأنهم؟.
قصور في التخطيط (طرق، كباري)
عوامل جوهرية من عوامل تخطيط وتنظيم الطرق تتمثل في الراحة والمرونة والسلامة، أما الراحة فتعني وصولك إلى الوجهة التي تقصدها بكل راحة ويسر واطمئنان، ويتأتى ذلك من حيث رحابة الطريق وسعته وتخطيط مساراته، أما المرونة فتعني المداخل والمخارج السهلة والتي لا تعيق حركة السير سواء من الخارج من المركبات أو الداخل منها، أما السلامة وهي عامل مهم فتتمثل في توفر الإشارات والتنبيهات والتعليمات وتخطيط المسارات. ومن المعروف أن عامل السلامة لا يقتصر بالطبع على الطريق وحده بل وعلى مهارة السائق وجودة المركبة معاً، وثمة عامل مهم لا يبدو أنه خطر ببال مخططي الطرق لدينا ألا وهو توفير مسارات خاصة لمركبات الطوارئ (الإسعاف، المرور، المطافئ)، لأن هاته المركبات من طبيعتها السرعة للوصول إلى أهدافها، ولهذا فهي تخلق بلبلة وإرباكاً وفوضى سواءً من قبل أولئك الذين يفسحون الطريق لها أم من قبل أولئك المتهورين الذين يلحقون بها. أما بالنسبة للكباري - وأعني بها تلك القديمة - فلم يعمل بها أساساً إمكانية الدوران للخلف، إذ على السائق أن ينتظر الإشارة الخضراء ليتمكن حينئذ من الرجوع للخلف. ونظراً لأهمية هذه الخاصية وما توفره من السرعة وعدم التكدس عن الإشارات ناهيك عن ترشيد استهلاك الوقود فقد تم توفيرها في الكباري الجديدة بالإضافة إلى إعادة تأهيلها في بعض من الكباري القديمة فقط.
قيادة السيارة (أخلاقيات)
تحتاج منا قيادة السيارة إلى الانضباط التام والانتباه العميق والتصرف السليم أثناء القيادة، وقد عرفت قيادة السيارة على أنها المرآة التي تعكس مستوى وعي وحضارة وثقافة وسلوكيات الأمم والشعوب، ونحن في هذه البلاد الحافلة بكل المعطيات الخيرة بحاجة لأن نرفع وعينا وأن نحسن سلوكنا في مجال قيادة السيارة، الأمر الذي نأمل معه - وبمشيئة الله - أن تنخفض حوادث السيارات لدينا والتي تزهق بسببها الأرواح وتذهب الممتلكات. ويأتي في مقدمة ذلك الوعي والسلوك عدم السرعة بل التقيد بالسرعات الموضحة على الطريق، وإذا كان للطريق ثلاثة مسارات فإن من المتعارف عليه أن المسار الأيمن هو للسرعات الأقل والمسار الأوسط هو للسرعات القصوى، أما المسار الثالث فهو للتجاوز فقط. وإذا كانت السرعة المفرطة خطرة فإن السرعة البطيئة أيضاً خطرة نظراً لما تسببه من إرباك للحركة المرورية وتباطؤ لها. كما أن أخلاقيات القيادة تظهر لدى صاحب السيارة في إعطاء حق الطريق والسماح للآخرين بالمرور من طريق فرعي إلى الطريق العام، وأيضاً التعبير عن الشكر والتقدير لمن يسمح لك بالمرور أو التجاوز أو الدخول في الطريق، كما أن عليك أن تتجنب عدم الدخول عنوة دون الاستئذان أولاً والسماح لك بذلك. كما أن استخدام إشارات اليمين واليسار دليل على وعي حضاري وثقافي يجب تبنيه وتطبيقه والالتزام به، كما أنه يسهم في الحد من الحوادث بإشعار من خلفك بنيتك على الانتقال من مسار إلى مسار آخر أو من طريق إلى طريق آخر.
تظليل السيارة (تضليل سلوكي)
تظليل السيارة لدينا جاء وفقاً لدواع معينة أملتها ظروف الطقس وأحوال المناخ ودرجات الحرارة في المملكة الأمر الذي قد يجعل من قيادة السيارة شيئاً غير مريح في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية، كما قد تتسبب في إحداث أضرار كثيرة للسيارة وتجهيزاتها الداخلية ناهيك عن تقليلها من فاعلية التكييف. ومن هذا المنطلق صدرت تعليمات الإدارة العامة للمرور بضوابط التظليل ودرجاته ومواضعه والسيارات المسموح بتظليلها من عدمه، كما ورد في نظام المرور تبيان الغرامات المطبقة بحق من يخالف تلك التعليمات والضوابط. بيد أننا - مع الأسف - لا نزال نلحظ بعضاً من أصحاب السيارات من قام بتظليل سيارته إلى حد التعتيم الكلي بحيث يخفي شخصية السائق وتجعل من غير المقدور التعرف عليه أو تجعل من السائق ذاته غير قادر على رؤية وتمييز الأشياء من حوله. وهنا قد نتساءل هل ثمة تساهل وتراخ في المرور حول ملاحقة وتغريم أولئك المخالفين لأنظمته وتعليماته حول التظليل الذي نراه وقد بات أشبه بالتضليل السلوكي الذي يخالف النظم وينافي الأخلاق.
- جامعة الملك سعود