عمر إبراهيم الرشيد
الحمد لمن استجاب دعاء كل مخلص لدينه ووطنه ليتم حج هذا العام فيرد معه كيد الكائدين، ولكم كانت فرحة عظيمة لرؤية الحجيج يتمون فريضتهم آمنين مطمئنين؛ فله الحمد أولاً وآخراً، وهنيئاً لكل من ساهم بهذا الإنجاز العظيم حكومة وشعباً.
ومع بدء عودة ضيوف الرحمن إلى ديارهم وانتهاء هذا الموسم، لعله يجدر التذكير بأن الأجهزة الحكومية تثبت عاماً بعد آخر بأنها على قدر المسؤولية العظيمة المنوطة بها. لذا هناك تساؤل في عشم دوماً ما يطرأ في هذه الفترة، وهو أن موسم الحج العظيم يعد أعظم دورة تدريبية ميدانية في العالم بلا مبالغة لأي جهاز يروم تطوير خدماته وأداء منسوبيه، ومع هذا النجاح العظيم يتبادر إلى الذهن فوراً قطاعان هما الصحة والأمن. فأماً الأمن فلا يحتاج إلى شرح مني أو شهادة لهذا القطاع العظيم مع اشتراك عشرات الآلاف من عناصره في حماية ضيوف الرحمن وأمن المشاعر، أسوداً في الحماية وحمائم رأفة وعون لكل حاج.
إنما يبقى التفويج لتلك الأنهار البشرية المتدفقة والتنظيم المروري للمركبات مصدراً لم تتم الاستفادة منه في رأيي لإعادة الهندسة المرورية داخل المدن السعودية ومابينها في الطرق البرية.
معلوم أن المدن الرئيسية حالياً تعيش اختناقات مرورية خانقة للنفس والأعصاب وحتى للحياة الصحية المأمولة، أفلا يكون هكذا نجاح هائل يفتخر به كل سعودي ومسلم في كل مكان في موسم الحج وخاصة هذا العام ملهماً لقطاع المرور الذي بات مترهلاً متقادم الأداء.
أما قطاع الصحة فغني عن التوضيح حاله، فكيف بقطاع نجح وبإنجازات متراكمة خلال مواسم الحج المتعاقبة ومنها هذا الموسم ليس بصد انتشار الفيروسات المعدية على أنواعها فحسب، بل وبإجراء عمليات القلب المفتوح لعشرات الحجاج وسط هذا التجمع البشري الهائل. فلله در هذه الكوادر ومن يقف خلفها ويديرها. هكذا نجاح مشرف ألا ينبغي توظيفه لإحداث اختراق في الخدمات الطبية في المملكة وتوفير الأسرة لطالبيها، تقبل الله صالح أعمالكم.