عبدالحفيظ الشمري
«هيئة الدواء والغذاء» تبذل جهودًا مميزة خدمة للمواطن، وتواجه في سبيل ذلك بعض المشكلات التي تتداعى على هيئة وفرة في المنتج الغذائي والدوائي الذي يطرح في السوق المحلي، ويرد من كثير من الدول المصنعة والمنتجة، لتبقى احترازات الجودة، وضمان النوعية المتميزة والملائمة للاستهلاك في بلادنا.
ومن خلال هذا الاشتغال الفني، والدأب التنظيمي، ومتابعة ما ينتج في الداخل، أو يرد من الخارج فإن نبرة التحذير من قبل الهيئة دائمًا ما تكون عالية، وتتردد كثيرًا في الاستشكالات التي تواجه الفاحص للكثير من العينات التي قد يثبت عدم جودتها، وأضرارها، وأخطارها على الصحة العامة.
فالغذاء والدواء لا شك أنهما ركيزتان مهمتان في بناء الإِنسان، ونموه السليم، ووقايته من الأمراض والمضاعفات التي قد تتسبب فيها مثل هذه المنتجات التي تحذر منها الهيئة وجهات صحية أخرى في مناسبات عدة.
وبما أن السوق في العصر الحديث بات مفتوحًا على مصراعيه، إلا أن وكالات التوريد للأدوية تواجهها الكثير من المحاذير، وقد تكون هذه الأدوية أكثر خطرًا، فيقع على المورد العبء الأكبر، لأنه هو المسؤول عن سلامة وجودة هذه النوعيات، مع ضرورة مراعاة ألا يكون الكسب المادي المجرد هو الهدف الذي يحركه في هذا الاتجاه، مما قد يتسبب في استيراد ما قد تقل جودته، ويظهر أذاه؛ وهذا ممكن في زمن المتاجرة والتكسب في كل شيء.
ومن ضمن ما يلاحظ على تحذيرات هيئة الدواء والغذاء حول أنواع عديدة من العلاجات والعقاقير أنها تستورد وتسوق في كل مكان من بلادنا رغم تحذيراتها، فلا ندري أهي عاجزة عن إيقاف مثل هذه العينات الخطرة، أم أن هناك قوة خفية للوكيل تجعله يفرض الأمر الواقع، وإن كان غير صحي، ويعرض الإنسان لمضاعفات وأخطار محتملة، والأمثلة كثيرة في هذا السياق، وربما أقدمها وأخطرها على سبيل المثال هو «زيت القرنفل» الذي يعد تناول جزء يسير منه قد يؤدي إلى الوفاة، ومع ذلك فإنه يتم تداوله والترويج له، والإعلان عنه في كل مكان، إضافة إلى نوعيات من البهارات والمكسرات والعسل ومتممات الغذاء.
فهل تكتفي الهيئة بتوجيه التحذيرات؟ وهل ما تقف عليه يكون مقنعًا للجهات المختصة لكي تبادر إلى إيقاف مثل هذه المواد؟ كما أن أمر الغذاء لا يقل أهمية عن الدواء؛ إِذ أن صناعة الأغذية الحديثة تحتاج إلى متابعة أكبر، وتضافر جهود خدمة للإنسان الذي يبحث عمّا يفيد، ولعل هذه الجهات تهب لتواكب تحذيرات الهيئة وتطبيق الاشتراطات الصحية، ومعايير الجودة والسلامة في كل ما ينتج أو يرد إلينا من مواد لها علاقة بغذاء الإنسان وصحته.