صيغة الشمري
تقول الأخبار إن إيران تنفق 950 مليون دولار أمريكي لتحسين صورتها أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي، وفوق هذه الخدمة يقدم لها خدمة إضافية وهي تشويه سمعة دول الخليج، وهذه من أبجديات العمل السياسي الذي كنا نقرأ عنه ونسمع به، فالإعلام الأمريكي انتبه أنه الإعلام الوحيد في العالم الذي يستطيع تقديم هذه الخدمة للدول التي تعرف قوة وتأثير حكومة الدولة التي هي شرطي العالم، هذه الحكومة التي تتأثر برأي الشارع الأمريكي وتأخذ رأيه بالحسبان، لذلك تقوم هذه الشركات الإعلامية بالتأثير في الرأي العام الأمريكي الذي هو بدوره يؤثر على حكومته التي تقود جميع دول الأمم المتحدة ولها نفوذها الذي لا يصد ولا يرد في قرارات الأمم المتحدة وما بقية دول العالم سوى تابعة بشكل أو بآخر، وأول هذه الدول هي روسيا والصين العاجزتان عن أن تكونا قطباً ونداً لشرطي العالم، يتضح من خلال نجاة ايران من دعم وتمويل حوادث إرهابية عدة بأن خلفها شركات علاقات عامة أمريكية، وأكبر دليل على ذلك نجاتها من تبعيات قرار محكمة أمريكية بتغريمها عشرة مليارات دولار لتسهيلها تحركات أغلب عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، هذا غير الكثير من القضايا والأدلة الثابتة التي تثبت علاقة إيران الوطيدة بدعم وتمويل وإيواء عناصر القاعدة الإرهابي، يتضح أن ايران تفهم المجتمع الأمريكي وتجيد التعامل معه عبر استخدام المال أكثر حتى من الروس أنفسهم الذين اخذتهم العزة بالإثم وخسروا موقعهم وتأثيرهم في القرار الدولي حتى أصبحوا أمام الأمريكيين كدولة ليست عظمى يسهل إرباكها ويسهل خداعها وتوريطها بأجندات وهمية واستنزاف قدرات.
دول الخليج قادرة على قلب الطاولة على إيران خصوصاً أنه ليس من الصعب إثبات أن إيران دولة إرهابية وما حصارها الاقتصادي لسنوات طويلة سوى إثبات دامغ انها كانت ولا تزال تشكل خطراً على السلام العالمي، كما أن تصدير الثورة الذي تعترف به ايران وترصد له ميزانيات ضخمة ليس سوى تصدير واضح وصريح للإرهاب.
دول الخليج ركنت واعتمدت على سمعتها الطيبة وسيرتها الدولية مع جميع دول العالم ولم تنتبه بأن حتى السمعة الطيبة تحتاج لمن يدافع عنها!.