خالد بن حمد المالك
ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ليس جديداً على المحافل الدولية، ولا طارئاً على الزيارات الرسمية، فهو ابن جلدتها، والرجل المسؤول المتمكن في حضوره اللافت في المناسبات الكبيرة، فقد تعلم الدبلوماسية من والده الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وزاد إلمامه بها من خبراته المتنوعة والثرية في خدمة الدولة والمواطنين.
* *
اليوم يغادر سموه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمملكة ليست حالة طارئة في الحضور والمشاركة في الاجتماعات السنوية لأكبر محفل أممي، فقد سبق الأمير محمد بن نايف ملوك وأمراء المملكة إلى ذات المكان لإلقاء كلمات المملكة كإحدى الدول ذات التأثير والحضور البهي على مستوى العالم.
* *
من المؤكد أن كلمة المملكة هذا العام لها خاصية معينة، فهي تأتي والمملكة تخوض حرباً في اليمن بتفويض من مجلس الأمن ضد المليشيات الانقلابية على النظام المنتخب، وهي صاحبة موقف من الحرب في سوريا، ومن تدخل إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، ولها إستراتيجيتها في التعامل مع المفاعل النووي الإيراني، وحضور الأمير وإلقاء الكلمة في مثل هذه الأجواء، يأتي مع الإعلان عن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 المنبثق عنها، ما يعني أننا أمام كلمة تاريخية بعناصرها المتوقعة، وغير المتوقعة، مما سيقوله الأمير الجليل.
* *
المملكة بأفكارها وسياساتها ستطرح مواضيع القضية الفلسطينية، والإرهاب، والدعوة إلى بذل الجهد والعمل لخلق الأجواء التي تساعد على الاستقرار في منطقتنا، وستكون كلمة المملكة شديدة التأكيد على هذه القضايا، ضمن قضايا أخرى كثيرة ربما تطرق لها ولي العهد أمام زعماء وقادة العالم في اجتماعهم السنوي، وقد تساعد الكلمة في تبريد القضايا الساخنة، واستشعار الدول المؤثرة بمسؤولياتها في إذابة الخلافات للوصول إلى حلول تمكن شعوب العالم من أن تعيش في أمن وسلام واستقرار.
* *
كلمة المملكة لها أهمية خاصة، كونها دولة قائدة للعالم العربي والإسلامي، وباعتبارها دولة صديقة لدول العالم الأخرى، ولأنها في مواقفها دائماً ما تكون الدولة الحكيمة، ذات الرؤية الصحيحة والصادقة في تبنيها لكثير من الأفكار التي تمس مصالح الجميع، لهذا فما هو متوقع من كلمة المملكة التي سوف يلقيها الأمير محمد بن نايف أن تحدث اهتماماً عالياً وتركيزاً مهماً من قادة الدول، وأن يكون لها تأثيرها في تغيير مسارات القناعات في كثير من القضايا لدى بعض الدول، وإن جاء ذلك على مراحل وخطوات قد تحتاج إلى مزيد من الوقت.
* *
سوف ننتظر موعد إلقاء الأمير للكلمة، ولا أظن إلا أنها ستكون بمستوى التوقعات، وبحجم الانتظار الدولي الكبير لها، فهي كلمة لدولة كبيرة، وباسم ملك عظيم، ويلقيها الرجل الثاني في المملكة، بما عرف عنه من هدوء وحكمة وتعامل حسن، وكلها عناصر تحبب الآخرين وتشدهم إلى الإصغاء والاستماع لها، والتأثر مما سيرد فيها، فلعل ما نتوقعه يصير، وأن نرى أجواء منطقتنا خالية من التأثيرات السلبية التي تقودها إيران ومنظمات إرهابية أخرى ذات صلة بهذه الدولة الغبية التي يقودها خامنئي ومن سار على خطاه.