علي عبدالله المفضي
ما أعظمها من جملة وما أثمنها من قاعدة وما أروعه من منهج، إنه الأساس القوي الذي نشيد عليه بناء الحياة، والناجحون دائما من لديهم القدرة على اقتناص الفرص المناسبة في الأوقات المناسبة، على حسن الاختيار يقوم نجاح الأمم والشعوب والأفراد وبه نبلغ ما نتمنى ونحقق ما يصعب تحقيقه، من يتخذه سلاحاً يضمن بعد توفيق الله أنه الرابح، ومن يغفله قد يخدمه الحظ أو الصدفة أو الظروف فينجح بعض الوقت ويوهمه عدم إدراكه أن القاعدة أن يترك لأمواج الحياة أن تتقاذفه كيفما تشاء فربما رست به على شاطئ الأمان.
وبرغم أن الشعر رصد للأحاسيس التي تعتمل في النفس بعيدا عن سلطة العقل المطلقة إلا أن حسن الاختيار له دور مهم في عملية الشعر فاختيار الفكرة والقافية له دور كبير في خوض غمار العمل الإبداعي، ولأن لكل مقام مقال فاختيار المكان والوقت والمستمع والشعر المناسب له دور بالغ في وصول ما يرغب الشاعر إيصاله إلى مستمعه ورسوخه في ذهنه وتأثيره في نفسه.
وقد نصادف في محفل أو مجلس ما من لا يحسن الاختيار فيأتي بالعجب العجاب بالسيء من القول أو العمل وبدلا من أن يكون مستمعه مستمتعا يصبح ضجرا متبرما مما يسمع، ولأن من يحسنون الاختيار في كل شيء هم القلة فإن الناجحين هم القلة أيضا.
وقفة لـ/ عبدالله اللويحان:
ألا يا مال فرقا العين ألا يا مال فرقا العين
يا بعد الفرق بين الناس ياخلاق ياكافي
خطاه الزول صوره يحسب الجمعة ضحى الاثنين
يغر الاجنبي زوله وفي ملبوسه الضافي
فإلى منك قرعت زناد عرفه مع هل التثمين
لقيته عملة ما تندرج مع كل صرافي