د.عبدالعزيز الجار الله
في كل مرة تتجه بلادنا شرقًا في اقتصادها واستثمارها وتصديرها نجد أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل يعيدنا إلى محورية المكان. ففي المؤتمر الإعلامي الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي في (منى) مكة المكرمة أن التنمية تنطلق من الكعبة وإليها، وأن كل الخطط الموجودة منذ أن أتى إلى مكة المكرمة قبل تسع سنوات كلها تنطلق من أن تكون الكعبة هي المحور الأساس للتنمية، وتنتهي إليها. (جريدة الجزيرة الخميس الماضي).
وسبق أن شرح الفيصل أمير مكة المكرمة هذه الفكرة بأن الكعبة هي من محورية العبادات، ومحورية التنمية, ومحورية الاقتصاد والاستثمار، ومحورية التخطيط لمدينة مكة. ومكة محورية التخطيط لمنطقة مكة المكرمة، ومنطقة مكة المكرمة (مدينة مكة) محورية لمناطق المملكة، والسعودية محورية الجزيرة العربية، والجزيرة العربية محورية العالم الإسلامي.
ما يطرحه الأمير خالد الفيصل من أفكار ونظريات هي توجهات لعمل قادم، وهذا لا يعني الانصراف التام عن فكرة الخليج العربي؛ كونه المنفذ الأهم والأبرز للتصدير والحركة التجارية، والاتجاه بصورة كلية إلى البحر الأحمر كموانئ ومدن صناعية، لكن مكة المكرمة تثبت مع مرور الأحداث والصراعات الدائرة من خطر إيران على الملاحة والاقتصاد السعودي، وخطر الملاحة مع شرق آسيا والصين والهند واليابان، أن مكة (منطقة مكة) هي الإرث التاريخي الثابت للاقتصاد عبر موانئ مدنها، والحركة الآمنة للتجارة البحرية.
حاولت إيران عبر اليمن محاصرة السعودية, بعد أن اعتقدت أنها أطبقت على مواقع التصدير من الشرق عبر مضيق هرمز والخليج العربي، ومن الغرب محاصرة الموانئ السعودية من خلال مد نفوذها على الملاحة اليمنية في البحر الأحمر، لكن عاصفة الحزم أفشلت مخططات إيران في محاصرة الموانئ السعودية.
وهنا تأتي أهمية محورية مكة المكرمة لو تمت الاستفادة من جعلها توجهًا اقتصاديًّا متعددًا لتصدير النفط، والمعادن الصلبة، والمواد الخام، والحركة التجارية السكانية المحلية، والربط القوي للمواصلات والنقل بين شرق المملكة وغربها عبر القطارات والطرق البرية والطيران مرورًا بالرياض (المركز السياسي والتجاري والكثافة السكانية). لو تمت على هذا الشكل لأمكن تجنيب التجارة البحرية خطر الصراعات وتقلب الأحداث.