اكتست تلك الجامعة العريقة حلّة الفرح والسرور، وعَلَت وجهها بسمات السعادة والحبور، بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بعودة معالي الدكتور الأستاذ سليمان بن عبدالله أبا الخيل مديراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلك الجامعة التي لطالما اشتاقت لقيادته، وتطلّعت لعودته، بعد أن عرفته قياديّاً مخلصاً، محباً لوطنه وقيادته، عاملاً وساهراً على تحقيق تطلعات ولاة أمره يحفظهم الله، باذلاً كلّ فكره وجهده ووقته لصالح هذا الصرح العلمي المتميز الذي ترسّخت أقدامه، وامتدت آثاره اليانعة داخل المملكة وخارجها وأصبح اسم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نجماً مضيئاً وقمراً ساطعاً في سماء العلم والمعرفة والعمل والعطاء.
لقد وقف الكثيرون من المهتمين بالشأن التعليمي في المملكة أمام هذا الأمر الكريم الذي أصدره خادم الحرمين -يحفظه الله- بعودة معالي الأستاذ الدكتور سليمان أباالخيل مديراً لهذه الجامعة العزيزة على نفوسنا وعلى نفوس أبناء المسلمين خارج المملكة، أقول وقفوا بكل مشاعر الثناء والتقدير لقيادته الواعية الحكيمة، وما يتمتع به -يحفظه الله- من حكمة إدارية بالغة، وحِرص مشهود لمقامه الكريم على اختيار القادرين الأكفياء من أبناء هذا الوطن، ليكونوا في موضع المسؤولية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي ترنو إليها رؤية 2030 لتنطلق بلادنا إلى حيث مواقع النهضة والمنافسة والتميز في عالم اليوم وفي مختلف الحقول والمجالات.
وجاءت عودة معالي الدكتور أباالخيل ترجمة صادقة وحقيقية، تنطق ببُعد نظر القيادة الحكيمة، وتطلعها الدائم بأن جامعات المملكة يجب أن تكون على المستوى اللائق بها للمشاركة في تحقيق تلك الرؤية الطموحة للمملكة، فالجامعات السعودية قادرة -بعون الله- على أن تزوّد الوطن بالعاملين المخلصين والمفكرين البارزين، والمتخصصين المبدعين، وقيادات الجامعات وهيئات التدريس معهم يقع عليهم أعباء تلك المسؤولية الجليلة، التي ينتظرها أبناء المملكة ويتطلعون إلى تحقيقها بالمستوى المطلوب من الكفاءة في الوقت القياسي المطلوب.
وقد عرف المتابعون المنصفون لمسيرة التعليم في المملكة ذلك الدور المتميز الذي قامت به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ قيامها وحتى الآن، وبخاصة في عهد وقيادة معالي الدكتور أباالخيل لها خلال فترة ماضية -فقد زوّدت هذه الجامعة المملكة بالمتخصصين القادرين في مختلف المجالات، ووقفت مُدافعة عن الفكر الإسلامي الوسطي الذي عملت جاهدة على نشره داخل وخارج المملكة، واستوعبت علوم العصر، واحتضنت أبناء العالم الإسلامي من خلال المنح العلمية، وسعت جاهدة لنشر اللغة العربية بين الناطقين بغيرها، خدمةً للغة القرآن الكريم واستطاعت الجامعة -بقيادة معالي الدكتور سليمان أباالخيل- أن تخاطب الجاليات الأجنبية داخل المملكة، وتفتح المجال أمامهم لتعلّم العربية لتنفتح بهم على الفكر الإسلامي السديد، وتمكنت المعاهد العلمية في مختلف أنحاء المملكة أن تقف على الجديد والمفيد من العلوم، فقد أحاطها معاليه بفكره السديد، وبإدارته الواعية حتى جعلها مراكز عِلم وتعليم وتعلّم ومصدر إشعاع.
وها هي القيادة الواعية الحكيمة تعيد لجامعة الإمام ذلك القائد في هذه الفترة التي تحتاج الجامعة إليه، ليأخذ بأيديها نحو المزيد من النمو والتطور والازدهار، وتحقيق السبق والريادة في مجالات التطور المختلفة. وهذا هو الأمل المنشود لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ذلك الأمل الذي أخذت بوادر تحقيقه تبدو في آفاق الجامعة فما هي إلّا أيام من عودة معاليه المحمودة حتى بدأ يتابع ويوجّه نحو تحقيق العديد من المشروعات التطويرية في الجامعة، وبخاصة ما يتعلق منها بتحسين الأداء التنظيمي والأكاديمي للجامعة، باعتبار ذلك يمثل ركناً أساسيّاً لتحقيق أهداف الجامعة وغاياتها في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وقد حرص معاليه على أن يعطي أولوية لمشروع الجامعة للتحول الإلكتروني في ظل سعيه المعروف بأن تتبوأ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مركزاً يليق بها وبالمملكة بين جامعات العالم.
ولسنا هنا في مجال سرد أو تذكّر المنجزات لمعالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل، ولكن الموقف يجعلنا أمام واجب وطني بأن نرفع أسمى آيات الشكر والثناء لقيادتنا الحكيمة التي أعادت لجامعة الإمام تلك القيادة الواعية القادرة على أن تستكمل لها مسيرتها في هذه الفترة من حياة الوطن التي تعلم جيداً أنَّ من مُهيئات النجاح فيها اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، فشكراً لقيادتنا يحفظها الله، وتهنئة للجامعة العريقة بعودة القوس إلى يد باريها.
- وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام (سابقًا)