التاريخ ذاكرة الأمة؛ فهو يؤرخ لحياة الإنسان والأمة والمجتمع منذ القدم، وأمة لا تاريخ لها ولا وزن لها؛ لذا فلا بد من الحفاظ على التاريخ كمادة علمية وأن نعطي أبعاداً لفهمه واستيعابه ودراسته دراسة منهجية حديثة، فهو جزء من تراثنا.
وبعد الإعلان عن الهيئة العليا للسياحة يبين أهمية استثمار المواقع الأثرية وصناعة المتاحف في بلادنا بما يعود بالمردودات الحضارية والاقتصادية والإعلامية، إضافة إلى فتح مجالات عمل جديدة للخريجين.
وليس غريباً أن نهتم بالآثار والتاريخ؛ فكثير من الأمم التي بلغت رقياً وتطوراً وازدهاراً حضارياً نجدها تهتم وتمتلك أكبر أقسام التاريخ، ومعاهد الآثار، كما ينفقون على مراكز الأبحاث التاريخية والأثرية مبالغ طائلة لاستلهام الماضي والتعرف على وضعه الحضاري والاجتماعي. فمن مهام المؤرخ قراءة المستقبل، ومن المؤسف أن نقرأ بين الفينة والأخرى من يدعو لإلغاء أقسام التاريخ في الجامعات وعدم الاهتمام بمادة التاريخ لأن دراستنا له بعيدة عن فلسفته ومدارس فكره، نحن بحاجة إلى التاريخ ودراسته وفهمه واستيعابه وإبراز أهميته، فالتاريخ علم من العلوم وكل مادة تدعم الأخرى وتؤازرها، ومهما كسدت سوقه فإن الحاجة إليه قائمة ومتصلة ومستمرة، ويمكن أن يقال: يجب تطوير أقسام التاريخ، ومادة التاريخ، وأسلوب تدريس مقرراته بأسلوب مشوق حتى يستوعبه الطالب والقارئ والباحث وكل من يسعى إلى المعرفة التاريخية.
ونرى البعض يتحدث عن هذه المادة وعن طريق التدريس بأن فيها نوعاً من عدم المرونة التربوية بل بأسلوب وطريقة غير جذابة، فلا بد من التفاعل والتأثير واتباع الأساليب التربوية في تدريسه وبطرق متنوعة وجذابة وتفاعل واعٍ، والتوجيه بما يعود بالخير والفائدة والاهتمام بالدعوة للارتباط الوثيق بتاريخ أمتنا، وحضارة ديننا الإسلامي والإفادة من سير أسلافنا ليكون ذلك نبراساً لنا في حاضرنا، ومستقبلنا. وإبراز تاريخ الأمة الإسلامية وما أسهم به أعلام الإسلام وتعريف الناشئة بذلك.