سعد الدوسري
لم نشعر ولا للحظة، بعدم الطمأنينة على حجاج بيت الله، لأنهم بعد حفظ المولى عزَّ وجلَّ، ينالون اهتمام كل القطاعات، وهو اهتمام نابع من القلب، بحثاً عن ثواب الآخرة، في ملمحٍ نجده أكثر ما نجده لدى العاملين في موسم الحج، وذلك مصدرُ الثقة التي نشعر بها، منذ وصول الحجيج، وحتى مغادرتهم.
في مواقع التواصل الاجتماعي كانت الصورة الملتقطة من الهاتف المحمول، هي سيدة النقل الإعلامي. واستطاعت، كما أشرتُ الأربعاء الماضي، أن تقول الحقيقة المطلقة، أكثر من أية قناة حكومية أو أهلية، فإذا كان المتلقي لا يثق بالإعلام الرسمي أو التجاري، فهو بلا شك، سيثق في الصورة التي يلتقطها الحاج البسيط القادم من أقصى بلدان آسيا أو أفريقيا، والتي تحمل في طياتها خبراً عن أمان الحج والحجاج. وسوف تستغرب حين يَسْخَرُ مواطنٌ من صورة لرجل أمن يقوم بخدمة حاجة مسنة في مشعر عرفات، أو طفل يرافق والديه في مزدلفة؛ لماذا السخرية؟! لماذا يعتبر أن هذه المبادرات غير لائقة، وأنه يجب التشديد على إيقافها؟! لماذا يعتبر خدمة رجل الأمن البريطاني له، حين يكون سائحاً في لندن، عملاً حضارياً، ويكون هذا العمل في موسم التقرب إلى الله، غيرَ لائق؟!
علينا احترام كل وجهات النظر، وعدم ممارسة الحجر عليها، وعلينا في نفس الوقت، أن نتفق أو لا نتفق معها.