موضي الزهراني
ولله الحمد والشكر انتهى حج عام 1437هـ بخير وسلام، وذلك بفضل من الله ومنّته ثم بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وأطال في عمره على خدمة الإسلام والمسلمين وخاصة زوار الحرمين الشريفين حجاً وعمرةً، وبفضل أيضاً حرص وزارة الداخلية أكبر مظلة أمنية وطنية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن نايف -حفظه الله-، وحرصه الشديد على متابعة الإجراءات الأمنية قبل وأثناء الحج، ودعم القوات الأمنية مادياً ومعنوياً من خلال تواجده المستمر على الساحة الأمنية والتي حققت إنجازات عظيمة أعطت رسائل أمنية قوية لكل من يفكر أو يخطط لانتهاك أمن وأمان مشاعر الحج. وبلا شك هذا من أسباب نجاح حج هذا العام بالرغم من الترقب الداخلي والخارجي للعبث الإيراني الذي تخلصت منه حكومتنا بإصرارها على تطبيق النظام والالتزام بما يحقق راحة الحجاج وأمانهم. أيضاً هناك الإجراءات النظامية الداخلية التي تم الالتزام بتطبيقها على المنافذ البرية والجوية والبحرية بدون أي تراجع أو تعاطف مع المخالفين للنظام الذي أقرّته السعودية من أجل المصلحة العامة للحجاج وليس من أجل أي أهداف أخرى كما تزعم الدول المُعادية لنا! فالالتزام بتطبيق النظام له نتائجه الإيجابية على جميع المستويات، ويحقق للدولة المُنظمة التقدم المرجو من وضع أي خطة تنظيمية تسعى لتطبيقها، وهذا ما تحقق فعلاً في حج 37هـ، حيث أوضحت وسائل الإعلام بأن الخطط التنظيمية والمرورية التي أعدتها الجهات الأمنية تم الالتزام بها بدقة، ومنها إعادة 426 ألفاً و683 مخالفاً لا يحملون تصريحاً للحج و172 ألفاً و246 مركبة ومنعها من الدخول للمشاعر المقدسة! كذلك ضبط 54 مكتباً وحملة وهمية للحج! والالتزام بخطة نفرة الحجاج إلى مزدلفة ورمي جمرة العقبة والطواف بالبيت العتيق! ووجود فريق الإنقاذ الجبلي و15 فرقة طبية بموقع جبل الرحمة للتعامل مع الحالات الطارئة! مع الالتزام بمواصفات السلامة في خيام منى والتعاون مع مؤسسات الحج والطوافة في تنفيذ مخيمات معالجة ضد المخاطر بنسبة 50 %. فالالتزام بالنظام من جميع الجهات ساهم في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، حيث لم يُسجل الدفاع المدني أي حوادث خلال هذه المرحلة المهمة في وقت الحج! إلى جانب انتشار 52 نقطة لقوات الدفاع المدني في جميع طوابق الجمرات والتي تُعتبر من أصعب فترات الحج خوفاً من التدافع الذي قد تذهب بسببه الأرواح لعدم الالتزامبخطة تنظيم السير في هذه المنطقة! فالالتزام بالنظام سلوك ديني ووعي حضاري يبرز احترامنا لذواتنا وما نقوم به من ممارسات نظامية تُجنبنا الوقوع في الزلل الذي قد يؤدي لإزهاق الأرواح كمثل ما حدث في السنوات الماضية للحج.