المشاعر المقدسة - عبدالله الهاجري / تصوير - سليمان الناصر:
بنجاح واسع وإشادات عالمية، أنهى الحجاج أمس الخميس رمي الجمرات الثلاث، وتوجهوا إلى المسجد الحرام ليكون الطواف هو نهاية أداء نسكهم.
وبدأ مشعر منى بعد ظهر أمس شبه خالٍ بعد أن غادرها يوم الأربعاء أكثر من 60 في المائة من الحجاج، ليكمل بقية الحجاج أمس مغادرتهم للمشاعر المقدسة.
وقد سجل حج هذا العام نجاحًا كبيرًا، على كافة الأصعدة، حيث تمكن قرابة مليوني حاج من تأدية ركن الإسلام الخامس بكل يسر وسهولة في ظل الخدمات والتسهيلات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن.
وقد وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يرافقه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مباشرة على الإشراف على الحجيج، وتفقدوا كل الخدمات المقدمة لهم واطمأنوا على أمنهم وصحتهم ووضعهم.
وقال خادم الحرمين الشريفين في حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة وكبار الشخصيات الإسلامية الذين أدوا فريضة الحج هذا العام بأن المملكة ترفض رفضًا قاطعًا أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، مؤكدًا اعتزازه وتشريفه بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، مشيرًا إلى تسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن.
وأكَّد خادم الحرمين بأن المملكة حريصة على لم شمل المسلمين ومد يد العون على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية.
وفي الجانب الأمني لم يكن هناك ما يعكر جو الحجيج، بل كان هذا الحج من أنجح المواسم، وقد أشار سمو ولي العهد وزير الداخلية خلال لقائه بالقيادات الأمنية بما سبق موسم الحج من تحديات «دخلنا تحديًا كان فيه ظروف إقليمية صعبة، التهديدات كثيرة والحمد لله عملتم بهدوء واحترافية، والحمدلله هذه هي النتائج وهذا شرف لنا جميعا».
وحول التناغم في العمل بين الأجهزة المشاركة بحج هذا العام قال سموه: «منذ زمن لم أشاهد تناغمًا بين الأجهزة كافة مثل ما شاهدته هذا العام، والآن تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أسس النجاح وهي التناغم بين التنسيق والعمل الجيد لنشعر كلنا كجهاز واحد».
من جهته، هنأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، جميع حجاج بيت الله الحرام على ما منّ به من فضل لتأديتهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وقال سموه: إن هذه إجابة عن كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع هذا اليوم.
وأكَّد سمو الأمير خالد الفيصل أن وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم ويقفون على هذا الصعيد تحفهم السكينة والطمأنينة رافعين راية الإسلام الخضراء التي شعارها الإسلام دين سلام، رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب.