سعد الدوسري
نال المعلمون من «الطقطقة» ما لم ينله أحد، وذلك بسبب طول إجازة هذا العام. لقد كانوا محسودين من العاملين في كافة المهن، والذين لم يحظوا سوى بإجازة شهر أو أقل! لكن المعلمين يصرون بأن هذه الإجازة بالكاد تخفف من عناء الفصلين الدراسيين، بكل ما احتوتهما من وقوف طيلة الصباح والظهر، ومن تحضير، ومن اختبارات قصيرة وطويلة، ومن متابعة ومجلس آباء، ومن ملاحظات من الوكيل والمدير ومفتش الوزارة، ومن الاعتداءات المحتملة من الطلبة! أما المعلمات، فيضاف لهن التهديد اليومي من الطرقات الطويلة والمتهالكة، والحافلات غير المرخصة.
بعض الموظفين في القطاعات الأخرى لا يقنعهم أي من هذا الكلام، ويحلمون بوظيفة تعليمية، ولو حتى في قلعة وادرين، طالما أن الإجازة الصيفية تصل لثلاثة أشهر، بخلاف الإجازات الأخرى. ومن هنا، تجد المطالبات التي يطالب بها هؤلاء الموظفون زملاءهم المعلمين، ذات سقفٍ عالٍ. يريدونهم أن يحولوا المواد الصعبة التي يدرّسونها لأبنائهم إلى ماء بارد، يشربونه في دقيقة واحدة، لينهوا الفصل الأول والثاني، وقد حصلوا على الدرجات النهائية. يريدونهم أن يغرسوا أروع القيم التربوية فيهم، ليكونوا في مصاف الكاملين.
ولأن هذا الأمر مستحيل، فأقل ما يمكن أن يفعله المعلمون والمعلمات، أن يبذلوا قصارى جهدهم، لكي تكون مخرجاتهم أفضل من العام السابق، الذي لم تكن إجازته بنفس طول إجازة هذا العام.