منى - واس:
رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على ما يبذله، وتبذله حكومته الرشيدة من جهود عظيمة ومتنوعة من جميع أجهزة الدولة القيادية، والأمنية، والخدمية، والشرعية، لخدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسك حجهم بطمأنينة، ويسر، ورضا، وسرور. كما شكر وزير الشؤون الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية؛ على ما حظي به حج هذا العام من تنظيم، وتخطيط، وتنفيذ دقيق، وتكاتف من جميع الجهات العاملة في الحج تُجاه ذلك، وعلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في حج هذا العام، وخاصة فيما يتعلق بضبط التجاوزات على نظام الحج، والتجاوزات على التقيد بأنظمة الدولة في قدوم الحاج دون تصريح، حيث أسهمت هذه المتابعة الدقيقة في زوال العشوائيات، والافتراشات، وزوال الكثير من عناصر مستوى الأداء في الحج، مبينًا أن الحج إلى الآن يسجل نجاحًا باهرًا، ورضا من جميع ضيوفنا ورضا ممن لقيناهم، والتقينا بهم في هذا الموسم. جاء ذلك خلال زيارة قام بها معاليه أمس لمقري برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في مشعر منى، وبرنامج ضيوف خادم الحرمين لذوي شهداء فلسطين، حيث كان في استقبال معاليه، الأمين العام للبرنامج عبدالله بن مدلج المدلج ونائبه الدكتور زيد بن علي الدكان، ورؤساء اللجان العاملة في البرنامج، كما قام معاليه بجولة في مقر البرنامجين اطلع خلالها على تجهيزاتهما، والخدمات المقدمة للضيوف، كما تفقد المصليين المخصصين للصلاة واستمع إلى شرح عن برنامج المحاضرات والفعاليات الدينية والثقافية المقامة فيه، إضافة إلى جولة في المطاعم المخصصة للضيوف، مؤكدًا أهمية توفير كل أنواع الطعام الصحي الجيد والكافي للضيوف بما يتماشى مع جميع جنسياتهم، كما عقد معالي الوزير لقاءً مع نخبة من الضيوف ألقى خلاله كلمة حمد في مستهلها الله أن منَّ في هذا العام بحج مثالي في تنقلاته، وسكينته، ويسر طرقه، والطمأنينة التي علت واستقرت في قلوب الحجاج، مسجلاً سروره الكبير، وسرور الحجاج، وسرور ضيوفنا بما وجدوه من تسهيلات كبيرة فحج هذا العام. وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية لا شك هي قائدة العالم الإسلامي بسياستها الحكيمة التي تهدف إلى لم شمل المسلمين وتقديم الخدمة لكل قاصدي البيت الحرام، دون تفريق بينهم لا في مذاهبهم، ولا في بلدانهم، ولا في إقليمياتهم. وبين أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المنوط بها تنفيذ هذا البرنامج، تنفذ سياسة الدولة، وأهدافها في جمع كلمة المسلمين مشيرا إلى أن المستضافين هم من علماء المسلمين من جميع المذاهب الإسلامية، مذاهب أهل السنة والجماعة، دون فرق بينهم، وكذا من المؤثرين، وأساتذة الجامعات مما يؤكد أن المملكة هي الأحق بقيادة العالم الإسلامي؛ لأنها ذات مبادئ سامية لا تنبع إلا من هدي القرآن الكريم وأوامره، وهدي السنة النبوية: «أيها الناس كلكم لآدم» وهذا يعطي السواسية، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم - للمسلمين لما حجوا جميعا معه: « إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا»، فالمسلمون يجب أن يكونوا أمة واحدة، وأن يُصلح ذات بينهم لا أن نؤصل ونحيي نزاعات تاريخية وفرقة لا مصلحة منها البتة. واستطرد معالي وزير الشؤون الإسلامية قائلاً: كما قال الله – جل وعلا - : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله يعني: فيما أمركم به من إصلاح ذات البين، والاجتماع، وقال: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فأي سبيل للفرقة فإن المملكة العربية السعودية تنأى عنه، والوزارة في صلتها بالعلماء في رسالة الحرمين الشريفين، رسالة المملكة تجمع ولا تفرق، تؤلِّف بين القلوب ولا تباعد بينها، توحِّد ولا تشتت. هذه الرسالة هي الرسالة الإسلامية الحقة التي تقوّي الأمة الإسلامية وتؤصل المحبة في النفوس. وشدد آل الشيخ على أننا في المملكة سياسةَ دولة، وصنيعَ علماء، نسعى بين الناس وخاصة المسلمين، في رسالة السلام والمحبة والرحمة والتآلف، وأن يقوي بعضنا بعضاً، وأن نبتعد عن كل سبيل للإضعاف، ونمتثل لقول الله -جل وعلا - : {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا} نهانا الله عن التنازع؛ لئلا يؤدي إلى الفشل. وختم معالي الوزير قائلاً « إن تحديات اليوم التي تواجهها الأمة، تحديات كبيرة على مستوى الوجود نفسه، والهوية ذاتها، هناك تحد ومواجهة كبيرة لمحو الهوية الإسلامية، هناك تحد في التميز ويراد لهذه الأمة ألا تتميز بدينها، ولا بعلمها، ولا بعلمائها؛ وذا التحدي الكبير يجب مواجهته، ولا يمكن أن يواجه إلا باتفاق العلماء لا باختلافهم».