«الجزيرة» - ماجد العيد:
علمت «الجزيرة» من مصادر مطلعة، عن مقترح حكومي بتمديد الفترة الزمنية لاستقبال ضيوف الرحمن لموسم العمرة لتكون عشرة أشهر بدلاً من ثمانية أشهر المعمول بها حالياً، حيث تدرس لجنة من الجهات المختصة -حالياً- هذا الموضوع وإمكانية أن تشمل هذه الفترة شهري محرم وشوال.
وبحسب المصادر، فإن هذه التحرك يأتي في إطار وضع رؤية اقتصادية لمكة المكرمة والمدينة المنورة.
ومن المعلوم أن فترة إصدار تأشيرات العمرة في الوقت الراهن تبدأ من شهر صفر وحتى نهاية شهر رمضان، التي تتيح للراغب في أداء العمرة بالبقاء في المملكة لمدة شهر.
ويعد المقترح أعلاه متزامناً مع أحد أبرز أهداف رؤية المملكة 2030 الذي يسعى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ثمانية ملايين إلى 30 مليون معتمر، وذلك عن طريق العمل على إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية داخل المملكة من خلال التوسع في إنشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها، حيث تستهدف الرؤية تأسيس أكبر متحف إسلامي في العالم يُبنى وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد أحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، وسيكون محطة رئيسية للمواطنين والضيوف للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق والاستمتاع بتجارب تفاعلية مع المواد التعريفية والأنشطة الثقافية المختلفة.
كما سيأخذ المتحف زواره في رحلة متكاملة عبر عهود الحضارة الإسلامية المختلفة التي انتشرت في بقاع العالم، بشكل عصري وتفاعلي وباستخدام التقنيات المتقدّمة، وسيضمّ أقساماً للعلوم والعلماء المسلمين، والفكر والثقافة الإسلامية، ومكتبة ومركز أبحاث على مستوىً عالمي.
وكانت غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة نظمت -مؤخراً- ورشة عمل خاصة بدراسة خارطة طريق تفصيلية لتحقيق نمو ورواج مستدام في الأسواق، وفي جميع القطاعات الاقتصادية بمكة المكرمة عبر نافذة الحج والعمرة، وهو ما يأتي في إطار التخطيط التنموي في المنطقة لتحقيق التنمية الشاملة التي ترتكز على بناء الإنسان وتنمية المكان.
وتحدث في حينه رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة ماهر جمال حول الفترة المقبلة التي ستشهد اكتمال المشروعات الكبرى في مكة المكرمة والطرق الكفيلة بتحقيق الفوائد منها.
قائلاً «في هذ العهد الزاهر كان اكتمال توسعة الحرم المكي الشريف، ومشروعات مكة الكبرى لتتسق مع زيادة أعداد المسلمين حول العالم، حيث وصلوا إلى نحو 1.62 مليار نسمة، يمثلون 23 في المائة من عدد سكان العالم، وهو ما تنبهت له قيادتنا الرشيدة بضرورة استيعاب الزيادة النسبية من الحجاج، ورفع عدد المعتمرين من ثمانية ملايين إلى 30 مليوناً حتى عام 2030»، كما لفت الانتباه إلى أن برنامج التحول الوطني وضع أهدافا استراتيجية لوزارة الحج، لخلق مسيرة ميسرة وآمنة للحجاج والمعتمرين من شأنها أن تصب في فائدة وخدمة جميع الأطراف المعنية بالحج والعمرة، حيث دعت لتنفيذ شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، وتعزيز ثقتهم في اقتصادنا، وهذا يضع رجال وسيدات وشباب الأعمال أمام تحد وطني كبير، هم جميعاً قادرون على تحمله بأداء متكامل لتحقيق النجاحات المطلوبة.
كذلك خلص إلى أن هذه الورشة تأتي ضمن التوجهات الجادة لتوليد فرص استثمارية جديدة تمتد فوائدها لجميع المسلمين، حيث إن استكمال الطاقات الاستيعابية سيولد عنها مشروعات لتحقيق التوسعات المطلوبة بقطاعات البنى التحتية، فضلاً عن عدد كبير من الفرص الخدمية والتجارية.