تونس - فرح التومي:
لم تكن إجازة عيد الأضحى المبارك مناسبة للراحة بالنسبة إلى قوات الأمن والجيش التي ظل اعوانها مرابطين بمداخل المدن والمرتفعات، وفي قمم الجبال في مسعى لملاحقة الجماعات الإرهابية المسلحة لإلقاء القبض على عناصرها وقطع دابر آفة الإرهاب عن البلاد. وبالتوازي مع هذا العمل الميداني الواضح، يعمل أعوان مصالح الاستخبارات المتعددة على تقفي آثار الجماعات المتطرفة للحيلولة دون تنفيذ مخططاتها الإجرامية التي تستهدف عادة مقرات رسمية وشخصيات سياسية وأمنية وإعلامية بارزة.
ففي إطار التصدي للمخططات الداعشية بالتراب التونسي والتوقي من العمليات الإجرامية الإرهابية للعناصر التكفيرية والخلايا النائمة التي تنشط في سرية مطلقة بالتنسيق مع ارهابيين متواجدين في بؤر التوتر، نجحت القوات النظامية في انقاذ العاصمة وتحديدا احوازها الغربية من مخطط ارهابي كبير وصف امنيا بالدموي والخطير، وبالتالي توفقت السلط الأمنية الى تسديد ضربة موجعة أخرى للإرهابيين في الداخل والخارج.
المعطيات الأولية تفيد بأن رجال الأمن الوطني واثر عملية استخباراتية نوعية ودقيقة توفرت لديهم معلومة وصفت بالخطيرة حول تحضير عدد من المتشددين ممن يترددون على جامع بالاحواز الشعبية الغربية للعاصمة لعمليات إرهابية عديدة جلها ستنفذ على طريقة انتحاريين او ما يسمى في لغة الإرهاب «الذئاب المنفردة»، وتستهدف بالدرجة الأولى سلكي الأمن والجيش الوطنيين والمقرات الأمنية بالجهة ومنازل الأمنيين.
ونظرا لخطورة المعلومة عكفت المصالح المختصة بوزارة الداخلية على تتبع تحركات المشتبه بهم، واثر المعلومات تبين ان المتشددين الثلاثة لهم علاقات مشبوهة مع إرهابيين يقاتلون في بؤر التوتر وخاصة في ليبيا يرجح - في انتظار ما ستكشف عنه الأبحاث - إعطاءهم الأفكار والتعليمات لتنفيذ المخطط الإرهابي - كما ثبت أنهم ينشطون ضمن خلية ارهابية نائمة ويتبادلون الافكار والمقترحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت ويحضرون لعمليات إرهابية نوعية لضرب الامن الوطني وزعزعة الاستقرار وإدخال البلاد في أتون الفوضى.
سياسيا، قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد التخفيض في المنح والامتيازات المخوّلة لأعضاء الحكومة بـ30 في المائة في مقدار المبلغ الشهري الخام لمنحة التنفيذ والمنحة الجملية المخوّلة لعضو الحكومة.
كما قرر التخفيض في حصة الوقود المسندة إلى أعضاء الحكومة بنسبة20 في المائة. ويمثل التخفيض في المنح والامتيازات ما قيمته ألف دولار شهريا.