موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبر الكرملين أن الهدنة في سوريا التي رفضتها غالبية غصائل المعارضة ما زالت هشّة بقدر كبير , الا انه اعتبر انها تبعث على الأمل في توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية، وحذر من استحالة إحراز تقدم إلى الأمام قبل فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريح يوم الأربعاء 14 سبتمبر/ أيلول: «بلا شك يعطي ذلك أملا في أن تساهم (الهدنة) في التسوية السلمية بالإضافة إلى توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية».لكنه حذر في الوقت نفسه من أن نظام الهدنة ما زال هشا بقدر كبير.
وأردف قائلاً: «الهدف الرئيسي حالياً هو أن ننتظر الفصل بين المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية» وشدد: «إنها مهمة رئيسية ومن المستبعد إحراز أي تقدم إلى الأمام بدون تحقيق هذا الهدف». واعتبرت الخارجية الروسية أن رفض 21 فصيلاً بالمعارضة السورية المسلحة الالتزام بالهدنة يمثل تحديا سافرا للجهود الروسية الأمريكية الهادفة إلى تسوية الأزمة في البلاد .وقال بيان: «نعتبر ذلك تحديا سافرا للجهود الروسية الأميركية الهادفة لتعزيز نظام وقف العمليات القتالية، وحل القضايا الإنسانية وخلق الظروف لإطلاق حوار سوري سياسي شامل». ودعت الخارجية جميع من له تأثير على الفصائل الرافضة لشروط الهدنة، وفي المقام الأول، الولايات المتحدة، إلى «حل المشاكل مع أتباعها لمنع تقويض إمكانية التحول إلى التسوية السياسية للأزمة السورية».
وأضافت أن من الضروري فعل كل ما يمكن فعله لمنع الإرهابيين من فرض أجندتهم الدموية على سوريا. وفي وقت بدأ فيه تطبيق الاتفاقات بين روسيا وواشنطن حول التسوية في سوريا، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على ضرورة محاربة الإرهابيين في الجولان، لكنه دعا إلى الالتزام بأحكام القرارات الدولية والتحلي بضبط النفس. وجاءت تصريحات لافروف في معرض تعليقه على التطورات الأخيرة في القنيطرة السورية، حيث أعلن الجيش السوري عن إسقاط طائرة حربية وأخرى للاستطلاع فوق ريف دمشق الجنوبي الغربي (قرب الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة)، فيما نفى الجيش الإسرائيلي إصابة أي من طائراته التي شاركت في غارات على مواقع الجيش السوري في الجولان رداً على سقوط قذائف من الجانب السوري للحدود في الأراضي الإسرائيلية.
وفي الأثناء, أعلن الجنرال جيفري هاريجن رئيس القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية ,أن واشنطن تعمل على إنشاء مركز روسي أميركي مشترك لتنسيق الضربات الجوية على «جبهة النصرة» و»داعش» بسوريا. وقال: «نعمل على إنشاء محتمل للمركز التنفيذي المشترك مع روسيا»، مشيراً إلى أن استمرار وقف الأعمال القتالية في سوريا سبعة أيام متتالية سيشكل الخطوة الأولى في هذا المنحى.
وامتنع هاريجن عن الحديث عن تفاصيل الغارات الروسية الأميركية المشتركة في سوريا، مشيراً إلى أن ذلك «سابق لأوانه».وقال إن المسألة الأساسية بالنسبة إلى واشنطن هي «التأكد من أن نظام وقف الأعمال القتالية ينفذ وأن الروس والنظام السوري يفعلان أشياء صحيحة خلال الأيام الستة المتبقية».