أحمد محمد الطويان
ستصحو إيران ذات صباح على سقطة مروعة في هاوية لا قاع لها.. لماذا؟ وكيف؟
اختصر النظام الحاكم كل العرقيات والثقافات والمكونات بالعرق الفارسي وجعلها القومية السائدة مع تجريم أي مظاهر تعكس الانتماء العرقي المختلف داخل هذه الدولة التي يحكمها رجال الدين المتشددون بالحديد والنار منذ الثورة التي اختطفها السيد الخميني عام 1979.
أهم الأعراق التي تشكل هذه الدولة هي: الفرس والأذريون والجيلاك والأكراد والعرب والبلوش والتركمان، وهناك عرقيات أخرى أقل عددًا، إضافة إلى تقسيمات فرعية داخل كل عرق.. وبعد الأعراق والقوميات، هناك تنوع ديني ومذهبي لا يمكن تجاهله.. كل هذا التنوع والاختلاف، لم تستخدمه السلطة الحاكمة لصالحها بل دفعت بسياساتها غير المتزنة إلى إدخال البلاد في حالة صراع ديني ومذهبي وعرقي قومي، تواجهه السلطة بأحكام الإعدام المعلبة، والقمع الذي يشهد عليه سجن إيفين سيء الذكر.. وممارسات رجال الحرس الثوري وقوات الباسيج التي عذبت وقتلت دون رحمة أفرادًا أبرياء من هذا الشعب إما لسبب طائفي وعنصري، أو لاختلاف سياسي كما حصل في الثورة الخضراء الشعبية بقتلهم «ندا آغا سلطاني» التي لم ترتكب شيئًا يستحق قتلها سوى قولها «لا» بوجه السلطة الجائرة، وأصبحت رمزًا لثورة سكب فيها الإيرانيون الدماء سواء بالقتل والجرح المباشر، أو بالاغتيالات.
بين الشعب وقيادته هناك مشكلة ثقة، ولا يمكن أبدًا الجمع بين الشعب وحكامه، فالشعب أكثر براءة مما يعتقد البعض، والبعض الآخر منساق بعواطفه خلف الدعاية التعبوية للنظام، والأكثرية رافض لسياسات الملالي الذين يحكمون ويقتلون بظلم ويجرحون بكراهية.
هذا النظام العنصري يعلق المشانق للأهوازيين لأنهم عرب، ولا ينظر لمذهبهم، بالرغم من أن أكثر من 85 في المائة منهم ينتمون للمذهب الشيعي الاثنى عشري، ومع ذلك نجد شيعة عربًا متطرفين «مغفلين» يدافعون عن إيران التي تقنعهم بأنها سندهم وقائدتهم ومرجعيتهم، وتؤلبهم بذلك على حكومات بلادهم، وتزعزع بهم استقرارهم واستقرار دولهم.. ويصدق السذج وهم أقل بكثير مما يتوقع البعض، لأنهم لم يطلعوا على حقيقة النظام الذي أرسى قواعده الخميني صاحب النظرية الثورية الفاسدة، التي ترمي إلى إشعال الخليج لتقوية مركز إيران السياسي والاقتصادي وإشغال الشعب عن حقوقه بإيهامه بالخطر المستمر!
الفرس الذين اختصروا إيران فيهم منذ 90 عامًا في حكم التاج وفي حكم العمامة حتى يومنا الحاضر.. لا يمكنهم الاستمرار بهذه السياسات العنصرية، ويجب أن تعرف طهران التي تدعي الانتصار للمذهب الديني، أن التنوع الذي لم يحسن النظام السياسي الحالي إدارته سيتحول إلى كابوس. وعلى الرغم من أن الانفصال والتفكك داخل الدولة الإيرانية لا يشجعه أحد، إلا أن النظام الذي يقوده خامنئي هو من يؤجج الحركات الانفصالية من خلال الممارسات المعيبة.. وعلى المجتمع الدولي أن يدرس الحالة الإيرانية بتمعن، وليدرك بأن إيران الخمينية هي مدرسة الإرهاب، ومؤسسة التطرف ومشرعنة الانتهاكات غير الأخلاقية وأنها الأنموذج للدولة المنحرفة بسياساتها الداخلية والخارجية.. ولأن بيت هذا النظام المنحرف من زجاج عليه أن يتقي الأحجار بمنع المراهقات الإعلامية التي يمارسها.
إيران التاريخ والأرض والشعب.. أسمى وأشرف وأرفع قدرًا من أن يمثلها ظالم عبث بالدين وحرم شعبه الحج وقتل وعذب ومارس كل موبقات السياسة بلا وازع أو رادع!!