د.دلال بنت مخلد الحربي
عندما قامت الثورة الخمينية في إيران ضد الشاه في عام 1979م بدعم من العالم الغربي استطاعت أن تجتذب الكثير من أبناء العرب والمسلمين بشعاراتها البراقة وادعاءاتها بمعاداة الغرب والعمل على إعادة مجد الإسلام، ولكن مع الأيام تكشفت الحقائق، ووضح أن تلك الثورة كانت وبالاً على الشعوب الإيرانية نفسها، وعلى الأمة العربية والإسلامية.. ففي داخل إيران أفقرت الشعب وأشغلتهم بشعارات براقة وادعاءات كاذبة من بينها مساندة الثورة الفلسطينية ومعاداة إسرائيل ثم هي أصبحت شوكة في خاصرة كثير من الدول العربية تثير فتنة حادة وتؤجج خلافاً هناك وتوقع بين الشعوب كل ذلك بهدف تمكين إيران لتصبح القوة المهيمنة في المنطقة راغبة في إعادة مجد دولة الأكاسرة التي أسقطها الإسلام..
وقد أشارت إلى شيء من هذا فرح ديبا زوجة شاه إيران في مذكراتها المنشورة باللغة الفرنسية عام 2003 م والتي نقلت إلى العربية في عام 2010 م وطبعة معاده في عام 2013م، فهي تقول: كانت الكراهية المتعطشة للدماء الوجه الحقيقي للثورة.. وفي موقع آخر من مذكراتها تشير إلى تحول إيران إلى مرتع لتربية المتعصبين والإرهاب الدولي.
أورد الكلام الذي أوردته من مذكراتها التي اعتقدنا عندما نشرتها أنها من باب حقدها على من انقلبوا على زوجها واسقطوا دولته وأنها تحمل مبالغات هي من باب الإساءة إلى الثورة، ومع الاختلاف معها حول طروحات أخرى بعيدة عن موضوع الثورة الخمينية أجد أن الأيام أثبتت صدق ماذكرت عن هذه الثورة وعن دورها في إشعال المنطقة ودعم الإرهاب وما نراه الآن في سوريا والعراق وباكستان وأفغانستان هو من مساوئ تلك الثورة الخمينية، ولو حاولنا أن نعدد المساوئ فسوف نعجز عن ذلك فأصابعها المثيرة للفتن والممزقة للمجتمعات نجدها في إفريقيا حيث تكثيف الدعوة للتشيّع ومن ثم خلق الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد.
قراءة التاريخ تعين في كثير من الأحيان على كشف جوانب من الحقائق في قضايا معاصرة، كما أنها تعين على التخطيط للمواجهة، وهذا ما يلزمنا.