فهد بن جليد
لم يكن صادماً أن تظهر التحقيقات الأمريكية، أن البحث عن الشهرة وتسليط الأضواء، هو ما دفع بالأخوين المراهقين روبرت بيفر 19 سنة، وشقيقه مايكل بيفر 17 سنة، ليقوما بقتل والديهما وشقيقيهما وشقيقتهما، في جريمة دموية بشعة هزت ولاية أوكلاهوما!
التفاصيل التي كشفها موقع (ميرور) مؤلمة وبشعة وغير إنسانية، عندما قام المراهقان بضرب والديهما وأشقائهم الثلاثة (دانيال 12 سنة، كريستوفر 7 أعوام، فيكتوريا 5 سنوات)، وطعنهم بالسكاكين، والآلات الحادة، والفأس حتى الموت، ليتصل مايكل بالطوارئ بعدما هرب شقيقه روبرت من مسرح الجريمة، ويجد رجال الشرطة العائلة بأكملها وهم غارقين في دمائهم!
المجتمع لم يكن بحاجة للتخمين حول أسباب الجريمة، لأنه يعلم أنها لن تدخل طيّ النسيان والكتمان، بعد أن صنّف الحادث تحت مسمى (جرائم المراهقين) التي يعمل على تحليلها ودراستها وفهم أسبابها وأبعادها، متخصصون ينظرون لهذا النوع من الجرائم
-غير المرتبطة بتغير ومنهج فكري- كانعكاس لظروف، وتغيرات فسيولوجية ونفسية يتعرض لها المراهق الذي أخفق المجتمع في احتوائه، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة!
النَفَس الطويل في تحليل الجرائم، ونشر أسبابها، يسهم بكل تأكيد في الحد منها، وهو ما لا نجيده عند التعامل مع (جرائم المراهقين) في مجتمعنا!
أنظر للطرح (الأحادي) عبر وسائل الإعلام، مع غياب المعلومات، بحجة السرية والخصوصية، وهو ما جعلنا ندين ونتهم كل شيء في مجتمعنا، لنحمّله مسؤولية ما حدث؟ بتسابق (المحللين عن بعد) لإرجاع ذلك للتفكك الأسري تارة، واتهام مناهج التعليم تارة أخرى، التنديد بغياب الرقابة، الألعاب الإلكترونية، أصدقاء السوء، التلفاز، المخدرات، الأمراض النفسية، وكل شيء آخر -قد لا يمت للحقيقة بصلة- هي مجرد قوالب جاهزة، وشماعة نعلق عليها نتائج مسبقة، اعتدنا على ترديدها، وتكرارها بعد كل جريمة تقع..!
لماذا لا نفكر بطريقة آمنة؟ ونستفيد من (نشر الحقائق) حول جرائم المراهقين وأسبابها، بعد إخفاء هوياتهم؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.