حلب - أ ف ب:
دخلت الهدنة في سوريا يومها الثالث اليوم الأربعاء والتي وصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» للسلام، وحسبما افاد سكان في عدد من المناطق انهم قضوا ليلتين هادئتين هي المرة الأولى منذ أشهر. وتوقف صوت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة بموجب اتفاق اميركي روسي عند مغيب شمس يوم الاثنين. ومن المتوقع ان يتبعها خطوة ثانية تتمثل بتوزيع مساعدات انسانية عاجلة للسكان.
وفي حلب (شمال) التي تعد ساحة رئيسية للمعارك في البلاد، أكد مراسلو وكالة فرانس برس في كل من الطرف الشرقي الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة والقسم الغربي الذي يسيطر عليه النظام ان الليل كان هادئا لم تسمع فيه اصوات غارات او قصف. وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج الى الشوارع والاحتفال باول ايام عيد الاضحى حتى منتصف الليل.
وأفاد مراسلو فرانس برس في الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة والضواحي التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة أنها أيضا كانت هادئة. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن جبهات القتال الرئيسية في حلب ودمشق وادلب «كانت هادئة تماما».
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري للصحافيين في الخارجية الاميركية «نعتقد أن الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف»، لكنه رأى أن «من المبكر جدا الخروج بخلاصات» حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات. وأضاف «أحض جميع الاطراف على دعم (الاتفاق) لانه قد يكون الفرصة الاخيرة المتوافرة لانقاذ سوريا موحدة».
وعم الارتياح في عدد من المدن والبلدات وبخاصة تلك التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة وشهدت قصفا يوميا. ففي مدينة تلبيسة (ريف حمص) التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وتعرضت في الفترة التي سبقت الهدنة لقصف عنيف، أكد الناشط حسان أبو نوح أن القصف توقف. وأكد لفرانس برس «في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة».
كما أكد ناشط اخر من ريف ادلب (شمال غرب)، حيث اسفرت الغارات عن مقتل 13 شخصا الاثنين، ان الليلة كانت هادئة ايضا. وقال الناشط في مدينة سلقين (ريف ادلب) نايف مصطفى «النوم كان مريحا هذه المرة، والليلة كانت مميزة». الا انه عبر عن تحفظه لان «الناس يتوقعون أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط». ومن المنتظر أن تسمح الهدنة بإدخال المساعدات الانسانية دون عوائق الى المناطق المحاصرة وبخاصة إلى حلب. وأعلنت الامم المتحدة «عن استعدادها لايصال مساعدات انسانية بصورة عاجلة لمستحقيها بعد دخول الاتفاق حيز التطبيق»، حسبما افادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية فرانس برس.